هل تعصف الخلافات بالمؤسسة العسكرية !! بارود صندل رجب/المحامي
ماسة نيوز : الخرطوم
ظلت القوات المسلحة عبر تاريخها متماسكة ولم تشهد اي انشقاقات في صفوفها ذلك بالرغم من خوضها لحروب داخلية في جنوب البلاد واخيرا في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان ،،،بالاضافة الي الانقلابات التي قادها ضباط صغار ،،كل هذه الاحداث كانت كفيلة باحداث شرخ في القوات المسلحة،،،ومع ذلك سلمت بل حافظت علي مهنيتها وقوميتها،،وبعد الثورة المجيدة واجهت القوات المسلحة هجمة شرسة استهدفت تفكيكها بصورة مدروسة وجعلها اثرا بعد عين،،وفق تخطيط لتقسيم البلاد وذرع الفتنة تحقيقا لاستراتيجيات دولية،،ذلك امر معلوم بالضرورة،،ولكن صمودها وتماسكها وادراكها لما يحاك من مكر ضد البلاد افشلت كل تلك المؤامرات الداخلية والخارجية،،وبطبيعة الحال ارتكبت القوات المسلحة كثير من الاخطاء والاخفاقات يحب ان توضع تلك الاخطاء في مظلة الاصلاح ،،اصلاح المنظومة الامنية قطعا لدابر تكرارها،،هذا امر لا خلاف عليه،،،
يلاحظ المرؤ ان خلافا ظل مكتوما بين قيادة القوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع منذ وقت ليس بالقصير ولكن قدرة القيادتين علي احتواء اي توترات بل وأدئها في مهدها منعت من ظهورها في العلن وحتي التصريحات المتضاربة الصادرة من البرهان وحميدتي أخيرا لم تخرج من دائرة السيطرة وربما حوصرت تماما ،، هذا يقودنا الي القول بان العسكر اكثر حكمة في مواجهة الحقائق والوقائع الراهنة،،هشاشة الوضع السياسي كثرة الفصائل العسكرية المسلحة التدخلات الاجنبية السالبة ضعف القوي السياسية وقابليتها للاستقطاب،،الخ
يحسب البعض ان مظهر الخلاف بين البرهان وحميدتي لا يخرج كونه من قواعد اللعبة السياسية ،،اسلوب تحويل انتباه الجماهير بتفجير قضية مفتعلة لا تقل اهمية او حساسيةعن القضية التي تشغل الرأي العام،، وربما تبدو اكثر اهمية وأشد خطورة،،،بحيث تحتل مساحة كبيرة علي موجات الاعلام وتشغل الناس ،،،فبينما كان الجميع ينتظر الخطوة الاخيرة نحو استكمال العملية السياسية وانتقال كامل السلطة للمدنيين ،،ظهر هذا الخلاف الذي ينذر بخطر ماحق قد يذهب بريح البلاد ،،فتناسي الناس الشغل والحراك السياسي واقبلوا علي الخوض في الخلاف كل من مرقده وجنبه ،،
قد يكون الامر علي خلاف هذا التحليل،،ولكن ثقتنا في قدرة القوات المسلحة في تجاوز المعضلات تجعلنا بعيدين عن القلق والخوف من انفراط عقد الامن ،،،
وبالرغم من التعقيدات ومحاولات البعض الاصطياد في الماء العكر فان العاصم من القواصم هو اسباغ السيطرة السياسية المدنية علي القوات المسلحة عن طريق تغييرات تنظيمية مع تعزيز المهنية في القوات المسلحة بادخال تحسينات علي ادارة المؤسسة العسكرية تحت قيادة موحدة،،ويتطلب ذلك تغيرات في كبار الضباط ،،وألغاء الامتيازات التي لا تتلاءم مع القوات المسلحة مثل الشركات والمؤسسات الاقتصادية ذات الطابع المدني،،الخلاصة لا بد من تأمين ان تبقي القوات المسلحة موالية للقيادة السياسية المدنية.،،
اما مسالة دمج المجموعات المسلحة في القوات المسلحة فلا خلاف حولها ،،ولكن تحقيق ذلك ليس بالشكل الذي يتصوره كثير من الناس حتي السياسين ضربة لاذب،،تسريح القوات واعادة دمج تلك القوات مرهون بحاجة البلاد الي جيش مهني محدود العدد والعدة،، وللسودان تجارب مركوزة في هذا المجال منذ استيعاب قوات انانيا في الجنوب ،،والترتيبات الامنية لاتفاقيات ابوجا والدوحة وغيرها ،،
صحيح ان قوات الدعم السريع وقوات الحركات المسلحة تدين بالولاء لقادتها اكثر من الدولة وهي قوات تفتقر الي حد ما الي القومية و بالتالي فان استيعابهم في القوات المسلحة يخضع لمعايير موضوعية ولتدريبات عملية ،،،مع استصحاب التنوع في البلاد في تشكيل هيكل القوات المسلحة هنالك اختلال لا تخطئها العين يجب عدم اغفالها،،
ستظل تصورات القوات المسلحة بأنها افضل تنظيما وتدريبا وتماسكا واكثر وطنية من القادة السياسيين،،من الحقائق الماثلة في الوقت الراهن ،،الكرة في مرمي السياسيين لاثبات خلاف ذلك،،،
علينا جميعا ان نتمتع بقدرة التفكير الواضح والتحليل الموضوعي واليقظة في مواجهة الواقع الراهن، وان نبتعد من اذكاء نيران الخلاف ،،اللهم احفظ بلادنا من كيد الاعداء،،،والسلام
التعليقات مغلقة.