السيرك السياسي علي الطريقة السودانية !! بارود صندل رجب/المحامي

ماسه نيوز

تناولنا في المقال السابق دور قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي في تشكيل فرقة السيرك الاولي التي تميزت بالاداء المضحك المبكي، ذلك علي وعد ان نتناول الفرقة الاخري المنافسة وهي قوي الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية خاصة بعد الدورة التدريبية المتقدمة التي تلقتها في القاهرة ،،ولكنا تفاجأنا بوجود فرقة ثالثة خلف مسرح السيرك تنتظر دورها في تقديم ما يبهر الجميع عسعي ولعلها تتفوق علي الفرقتين الاخريتين،،،
نتفق مع السيد برهان ان الجيش ليس جيش برهان ولا جيش كيزان هو جيش السودان وهذا لا يتعارض مع مظنة وجود افراد او مجموعات داخل الجيش لها انتماءات سياسية او فكرية او جهوية هذا شئ طبيعي لان الجيش بعض من حال البلاد،،
ولكن الحذر هو ان يجير الجيش لصالح جهات سياسية او لخدمة مصالح فئات جهوية او قبلية او نحو ذلك ،،
اما خلافنا مع البرهان فيكمن في انه كثيرا ما يطلق تصريحات متناقضة ومربكة للساحة السياسية المحتقنة اصلا و لا تتناسب مع مواقعه الرسمية فهو رأس الدولة والقائد العام للقوات المسلحة،،،ويحسب البعض ممن يعشقون الحكم العسكري ان ذلك المنهج نوع من الشطارة السياسية والفهلوة ،،صحيح ان العسكر يتمتعون بقدرات فائقة تمكنهم من الامساك بكرسي الحكم واللعب علي متناقضات القوي المدنية ولكن النتيجة علي الدوام خسران الجميع والقعود بالبلاد عن مضمار التقدم ،،،
في تصريحاته الاخيرة خرج الجنرال عن طبعه العسكري الحذر والقي بقنابل شديدة الانفجار،،لا نعني بذلك حديثه عن حلفاء الامس قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي فكل الذي قال فيها صحيح ومعلوم بالضرورة،،بل انه يتحمل شخصيا قسطا من الملامة كونه كان سندا وداعما لهذه القوي التي عاثت في البلاد فسادا غير مسبوق ،،كل اخطاء وخطايا قحت منذ قيام الثورة الي يومنا هذا كانت تحت بصر وسمع المؤسسة العسكرية وتحت حمايتها المباشرة ،،ذاك امر لا يتخلف عليه اثنان،،،ولكن نعني بقنابله ،،اشاراته بان الفيصل بينهم والاتفاق الاطارئ هو دمج الدعم السريع داخل الجيش ،،وما في جهة بتقدر تهزم الجيش ومن يفكر في ذلك هو مخطئ،،اذا في حديث واضح عن دمج الدعم السريع والحركات المسلحة في القوات المسلحة سنمضي في الاتفاق الاطارئ،،اذا نسب هذا الحديث لأئ قائد عسكري خلاف البرهان يكون مقبولا،،،ولكن ان يصدر من البرهان شخصيا وفي هذا التوقيت يجب الوقوف عنده مليا،،،السيد البرهان هو الذي وقع علي الاتفاق الاطارئ بصفته ممثلا للمؤسسة العسكرية وقد ادخل تعديلات علي الاتفاق وبالتالي يدرك تماما كنه الاتفاق ،،وفيما يتعلق بدمج القوات فان الاتفاق كان واضحا ،،يجب دمج كل القوات ،، الدعم السريع ،،الحركات المسلحة المليشيات في القوات المسلحة تحت قيادة واحدة وبعقيدة قتالية واحدة،،ماذا يريد البرهان اكثر من هذا،، تنفيذ هذا الامر يقع علي عاتق قيادة القوات المسلحة ،،فنيا واجرائيا وفق السياسات العليا للدولة، ،،،بل ان اصلاح المؤسسة العسكرية منوط به المؤسسة العسكرية نفسها بدون اي تدخلات سالبة من القوي المدنية،،،لايوجد تفسير موضوعي لما ذهب اليه الا النية المبيته لنفض يده عن الاتفاق الاطارئ ، ، ،،،وهذا لا يثير الدهشة بحكم ان التجارب المتكررة اثبتت ادمان القادة السياسيون مدنيين وعسكريين لنقض العهود والمواثيق ،،والاعجب ان السيد حميدتي والذي وقع بدوره علي الاتفاق ممثلا للدعم السريع ظل يؤكد علي الدوام تمسكه بالاتفاق والمضي في انفاذه ،، قد يقول قائل ان تصريحات البرهان حملت رسائل الي جهات كثيرة بعضها تحمل ضغوطا لقوي الحرية والتغيير المجلس المركزي بضرورة توسيع قاعدة الحوار والمشاركة،،ولكن الواقع لا يؤيد هذا التفسير لان البرهان نفسه لا يرغب في توسيع دائرة الحوار بل يريد حصره بين جناحي قوي الحرية والتغيير ،،كل محاولات العسكر انصبت علي صيغة للتوافق بين المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية ،،،وواضح ان هنالك تفاهمات تقف وراءها القوي الخارجية بضرورة اقصاء القوي الاسلامية بكل فصائلها ،،حديثه عن الوفاق والحوار مع الجميع اصبح مستهلكا ولا قيمة له مجرد طق الحنك،،وحتي قوله ان الجيش يقف علي مسافة واحدة من جميع القوي السياسية حديث يفتقر الي المصداقية والشواهد لا تحصي ولا تعد،،،ويكفي ان المكون العسكري حول الجيش الي ما يشبه الحزب السياسي ليتقاسم السلطة مع قحت ،،،،يقول البعض ان البرهان قصد بحديثه ان يرسل رسالة الي الدعم السريع خاصة بعد التقاطعات والخلافات والتباينات في المواقف التي رشحت بين البرهان وحميدتي ،،ولو صح ذلك فان البرهان نفسه يتحمل تمدد نفوذ الدعم السريع في مفاصل الدولة بل تمددها خارح الحدود لتؤسس علاقات مع دول الخ،،كان يغض الطرف عن ذلك ويبشر بان الدعم السريع قوة نظامية تتبع للقائد العام وانها ليست مليشيا وانها تحت السيطرة ،،وبالتالي فان اي احتواء لخلافات يجب الا يكون بهذه الطريقة التي تنذر بشر مستطير،،،
الذين يفرحون بحديث البرهان ويشجعونه سيدركون انهم اول الخاسرين خاصة الاسلامين الذين تقطعت بهم السبل ويسعون للتعلق باي قشة مخافة الغرق ،،ان التعويل علي المجموعة العسكرية الحاكمة كالمستجير من الرمضاء بالنار ،،،
افضل ما جاء في حديث البرهان ان صدق ،،قوله باستعداد المكون العسكري ان يذهب الي حال سبيله ان كان في ذلك خير للعملية السياسية،،نحن نعدل كلامه بان يترك أعضاء المكون العسكري قيادتهم للجيش ويبتعدوا مقابل تسوية سياسية تبقيهم اعضاء في مجلس السيادة ،، كمدنيين ويحتفظوا بالرئاسة والنيابة ،، لحديث السيرك بقية ،،والسلام

ة

التعليقات مغلقة.