ورش اتفاق جوبا لسلام دارفور هل هي بداية لاحياء الاتفاق بعد الممات ؟ بارود صندل رجب/المحامي

ماسة نيوز

مضي اكثر من عامين منذ التوقيع علي اتفاق سلام جوبا وقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر والمحصلة ان نسبة تنفيذ الاتفاقية من الضالة بحيث لا تذكر ومرد ذلك بالدرجة الاولي للظروف التي تمر بها البلاد ويليها في الدرجة الثانية سوء تدبير الموقعين علي الاتفاق خاصة ممثلي حركات دارفور المسلحة،،وفي الدرجة الثالثة حكومة قحت الاولي فبالرغم من ان قحت كانت هي الحاضنة للحكومة والمهيمنة علي مفاصل الحكم وهي التي كانت طرفا في الاتفاقية في مراحلها كلها الا انها ناصبت الاتفاقية العداء منذ انطلاقتها ووقفت عقبة في طريق تنفيذها ولا يعرف علي وجه الدقة ما هي الاسباب الموضوعية لمثل هذا الموقف الغريب !!
مضت الامور متعسرة في البلاد وزادت سوءا بعد انقلاب الخامس والعشرون من اكتوبر 2021،،،واصبح امر الاتفاق في طي النسيان لا ذكر له الا في بعض المناسبات العابرة،،،
ولله في خلقه شئون وفجاة دبت الحياة في روح الاتفاق بل اصبح محل تنافس بين الفرقاء ،،اقبل الجميع علي نفض الغبار عن الاتفاق ،،ورشة من بعد ورشة ،،ورشة مراجعة وتقييم الاتفاق من انتاج قحت المركزي والموقعين علي الاتفاق الاطارئ،،ورشة جوبا لتقييم الاتفاق بحضور الوساطة وشهود الاتفاق والمجتمع الاقليمي والدولي والاطراف الموقعة وتهدف الي مناقشة تحديات صنع وتنفيذ الاتفاق وبرتوكول القضايا القومية ،،واخيرا الملتقي التشاوري التمهيدي لعودة النازحين واللاجئين الي قراهم وهو من انتاج سلطة الاقليم،،،لا تثريب علي الجميع ان كان هذا التنافس المهموم يهدف الي احياء الاتفاق والاسراع في تنفيذه ،،ورشة قحت ناقشت اسباب تعثر الاتفاق وخلصت الي توصيات لا جديد فيها وبالتالي لا اختلاف حولها ولكنها ازالت بعض التخوفات من تحركات قحت المركزي تشير الي تربصها بالاتفاق وسعيها الي الغائها وبالتالي فان تجديدها بالتمسك به وانفاذه مكسب،،اما ورشة جوبا اظنها ورشة ضرار لان الاتفاق نفسه رسم طريقة لتقييم الاتفاق في فترات معقولة عبر الية مراقبة وتقييم اتفاق السلام تتكون من ممثلين لاطراف الاتفاق والوسيط والضامنيين،،فهل تكونت هذه الالية وباشرت عملها؟ وهل طالبها اي طرف او ناشدها للتدخل لانقاذ الاتفاق قبل غرقه؟أم انها استشعرت المسئولية وتخوفت من تداعيات فشل الاتفاق فتحركت من تلقاء نفسها!!مهما أحسنا الظن بهم فان مخرجات الورشة لا تختلف كثيرا عن توصيات ورشة قحت،،،،
أما ثالثة الاثافي والذي يفلق المرارة ويرفع الضغط والسكري هو ما اقدمت عليها السلطة الاقليمية في دارفور ،،الملتقي التشاوري لعودة النازحين واللاجئيين ،،اين هي سلطة الاقليم وما صلاحياتها وهياكلها حسب علمنا لم يكن هناك قانون الحكم الاقليمي لدارفور فمن اين استمد حاكم دارفور المارشال مني اركو سلطاته التنفيذية ليشرع في تنفيذ العودة الطوعية؟ وماهي موارد الاقليم ،،الخ
صحيح ان الملتقيات التشاورية ضرورية خاصة مع المجتمعات المحلية،،الادارات الاهلية وقيادات النازحين واللاجئيين ،،ولكن تنظيمها منوطة بها مفوضية النازحين واللاجئيين هذه المفوضية لم تر النور بعد مع ان الاتفاق رسم لقيامها مدة اقصاها ستين يوما من التوقيع علي الاتفاق،،هذه المفوضية وفروعها في الولايات والمحليات هي عصب العمل فيما يلي النازحين واللاجئيين،،،وبالتالي الاولية هي تشكيل هذه المفوضية علي وجه السرعة وقبلها اعداد قانون الحكم الاقليمي عبر ورش يشارك فيها اطراف الاتفاق واصحاب المصلحة من اهل دارفور وخبراء سودانيين واجانب،، هذه هي اولويات الحاكم وحكومته التي تشكلت بغير هدي ولا قانون،،،كثيرة هي اخفاقات التي لازمت الاتفاقية والاسوا ان تعلق الاخفاقات علي قلة المال ،،،اجازة القوانيين وتشكيل المفوصيات وترتيبات قبول طلاب دارفور في الجامعات الحكومة لا تحتاج الي كثير مال وتجربة ابوجا حاضرة ،،قبول اكثر من اربعة الاف طالب في سائر الكليات كان مكسبا غير مسبوق،،وتحسب للسيد مني تلك التجربة الناجحة المثمرة فما له اليوم يتضعضع و يضيع هذه الفرصة ،،لعاميين دراسيين متتاليين لا قبول ولا يحزنون ،،والاعجب ان هنالك وزارة للتعليم العالي لاقليم دارفور،،،ماذا تفعل هذه الوزارة لعلها تنشئ جامعات في دارفور !!
اي حديث عن عودة النازحين واللاجئيين الي قراهم واراضيهم قبل تحقيق امنهم وسلامتهم وقبل ازالة الالغام غير المتفجرة وقبل تهيئة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية،،،وقبل بناء اماكن ايواء كافية في قري ومناطق العودة بالاضافة الي البنية التحتية الصحية والتعليمية اللازمة،،،واخلاء المقيميين في اراضي الغير،،يعد حديث للاستهلاك السياسي،،،ويخصم من رصيد الحاكم،،،
اما رابعة الاثافي ان كانت للاثافي رابعة هي ان قيادات اهلية ومدنية من ولايات دارفور اجتمعت لتقرر التصعيد السلمي للمطالبة باطلاق سراح الرئيس السابق عمر البشير ،،لم اصدق الخبر اول الامر واعدت قراءة الخبر مثني وثلاث ثم نظرت الي الوجوه فاذا هي لقيادات اهلية وقبلية معروفة ،،ذات القيادات التي تهرول الي الورش والملتقيات ومؤتمرات الصلح هي هي،،تطالب باطلاق سراح البشير ،،مع ان اتفاق سلام جوبا اقر بضرورة تسليم المطلوبين للجنائية ومثولهم امامها،،وان محكمة خاصة تنشأ لمحاكمة الضالعين في احداث دارفور،،دعك من هذا فان البشير يواجه تهم قيد النظر امام المحاكم فكيف يجرؤ هؤلاء بالتدخل في عمل القضاء،،اننا لا نكره البشير في شخصه ولكننا نتهمه بارتكابه فظائع في دارفور وفي غير دارفور يجب ان يحاسب علي افعاله عن طريق القضاء في محاكمات عادلة توفر له كل حقوقه الدستورية والقانونية،،ان الافلات من العقاب مدعاة لتكرار ارتكاب الجرائم ،،وان الذين يطالبون باطلاق سراح البشير لا يمثلون اهل دارفور باي حال من الاحوال ،،فمن غير المعقول ان يطلب الضحية ويلح في اطلاق سراح المجرم قبل اعمال حتي قواعد العدالة الانتقالية،،،الذي يحير الحليم ما الذي دفع هؤلاء الي هذه الفرية اليس فيهم رجل رشيد،،،ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم،،

التعليقات مغلقة.