*المغترب*..( *بين* *مطرقة* *تحقيق* *الذات* *وسندان* *توفير* *مصاريف* *أسرته*)!!
ماسة نيوز: وكالات
*تقرير*:محمد عبدالرحيم(أبوجدو)
ظروف صعبة جدا ظل يعاني منها السودان ومنذ سنوات عديدة مما أجبر أعداد كبيرة من الشعب السوداني على مغادرة البلاد أفرادا وجماعات(شيبا وشبابا)وربما(نساء وفتيات)؛والهدف بكل تأكيد مشترك بين كل تلك الطيور المهاجرة وهو(البحث عن وضع إقتصادي أفضل)..وأمتلأت معظم دول العالم وخاصة دول الخليج بالعمالة السودانية؛ولم يسلم حتى أصحاب التخصصات وفي كل المجالات من الهجرة الى خارج حدود الوطن لعدم وجود مرتبات يمكنها أن تجعل البقاء داخل الوطن ممكنا!!.
*معانأة*:
ولم تكن بكل تأكيد الطرق مفروشة بالورود بالنسبة لمن أجبرتهم الظروف على ترك البلاد؛بل وجد كل مغترب ظروف صعبة بداية اغترابه حتى أطلقوا على الثلاثة شهور الأولى اسم(شهور الوحم)..ثم القليل منهم هو ذاك(المحظوظ)الذي يمكن أن يعيش فترة ما بعد الشهور الأولى حياة أفضل من بقية رفاقه من الطيور المهاجرة بينما الأغلبية يعيشون كل فترة اغترابهم الإجباري في أوضاع غاية في الصعوبة_وخاصة أصحاب المهن الهامشية_؛ويبقى بالتالي الواحد منهم يدوس على المعانأة كلما تذكر أيام خلت من معانأة أصعب ويبقى شعارهم(الأجبرني على المر الأمر منه)!!.
*شايل* *هم* *غيرو*:
ومع إستمرار الظروف الإقتصادية بالسودان قساوة يبقى ما من خيار غير الاستعانة بالمغترب لتوفير متطلبات الحياة؛ويكون بالتالي المغترب مجبورا على العمل بقدر الإمكان على توفير مصاريف أهله وبعض المحتاجين من الأقارب وأسرته الصغيرة إن كان متزوج وإن كان غير متزوج فالمسؤولية أكبر على عاتقه؛وهو مسؤول بالتالي بتوفير مصاريف أهله وبعض المحتاجين من الأقارب الى جانب البحث عن تكوين مستقبله من بناء وزواج وغيرها من مسؤوليات..لذلك يبقى المغترب(بين مطرقة تحقيق الأهداف الذاتية وسندان توفير لقمة العيش الكريم لأهله)وملزم على قيادة هذه المعادلة الصعبة في زمن أصعب؛وما من خيار بالتالي إلا البقاء في الغربة أكبر فترة ممكنة.
*راحة* *الإرهاق* *النفسي*:
ويرى المغتربين بأن حياتهم مختلفة جدا عن أهلهم في السودان؛فهم(ما عندهم كهرباء بتقطع لكن عائشين في ظلام؛وعندهم تكييف في كل مكان لكن مسخنين شديد..والخبز أكتر من عشرة أصناف في السوبر ماركت لكن ما ضايقين ليهو طعم؛وبركبو سيارات فخمة ومتوفرة لكن المشوار لو دقيقة ببقى سفر..وأي حاجه في متناول اليد لكن ما شاعرين بيها)؛وترى طيور السودان المهاجرة بأن(الوجع ما وقفة صف للعيش ولا زحمة مواصلات ولا غلاء أسعار ولا عدم كهرباء؛بل الوجع الحقيقي أن يصحى المغترب كل يوم وما يلقى ناس البيت جنبو..ويمكن تمر أيام ولا يسمع صوت أي منهم؛والوجع انك بعيد عن الناس الأتربيت معاهم ونشأة في نصهم أسرتك وأهلك وجيرانك..بل الوجع الحقيقي انك يجيك تلفون فلان مات وانت ليك سنين ما قابلتو وتاني ما حتقابلو)!!.
*تسجيل* *خروج*:
(نعم قد يكون بعض المغتربين قد عدلوا أوضاعهم من الفقر الى الغنى ومن الحال المائل الى حال ميسور؛وقد يكون المغترب ساهم في توفير لقمة العيش الكريم لأسرته وأهله..ولكن من أجل ذلك ينوم ويصحى بهموم لا يعلم بيها إلا رب العباد؛وبكل تأكيد ما في مغترب بصحى من النوم ويلقى القروش تحت المخدة بل يتعب ويشقى ويشوف الويل وسهر الليل ويشاهد كل بلاوي ومحن الدنيا عشان يقدر يتحصل على أموال يمكنها أن تعينه على المستقبل المجهول)!!.
التعليقات مغلقة.