،،التغلغل الاسرائيلي في البلاد أصبح واقعا: بارود صندل رجب/المحامي
ماسة نيوز : الخرطوم
لم تعد زيارة وزير خارجية الكيان الصهيوني مجرد زيارة عابرة ،،قصد بها تحقيق مصالح انية للطرف السوداني ،،المكون العسكري أو للبرهان شخصيا وكذلك للحكومة الاسرائلية الجديدة التي تعاني من مشاكل داخلية وخارجية بسبب عنصريتها و هيمنة اليمين المتطرف عليها،،،
الامر اعمق من ذلك بكثير ،،الطرف الاسرائيلي اعد للمسألة عدتها تماما وذلك واضح من تصريحاتهم عقب الزيارة،،،قال المتحدث بأسم الخارجية الاسرائيلية وعضو الوفد الذي زار البلاد ان اتفاق السلام بين الخرطوم وتل ابيب سيوقع هذا العام ،،وأضاف قائلا،،حققنا مع بعض تقدما ملموسا واتفقنا علي ضرورة المضي قدما ونحن نتطلع الي الخطوات المقبلة ،،،ومضي الي القول،،، سيتم التوقيع بعد استكمال عملية نقل السلطة في الخرطوم الي الحكومة المدنية خلال بضعة اشهر،،،
واضح ان الامور تسير نحو النهايات وان الطرف الاسرائيلي مدرك تماما للمالات وان الامر قد دبر باحكام بحيث تم تحديد زمان التوقيع ومع من يتم التوقيع اصبحت معالم الحكومة القادمة واضحة،،،اما الطرف السوداني والذي يمثله المكون العسكري فيفتقر اولا الي التفويض الشعبي ويفتقر ثانيا الي الاهلية والكفاءة اللازمتين لمثل هذه المفاوضات التي تحتاج الي خبراء في مجالات كثيرة والي فهم استراتيجي عميق ،،وواضح ان الغلبة للطرف الاسرائيلي فمنذ لقاء البرهان ونتنياهو في يوغندا فان الطرف الاسرائيلي حقق مصلحة اقتصادية بالغة الاهمية تتمثل في فتح الاجواء السودانية للطيران الاسرائيلي ،،ويشير الاقتصاديون ان ذلك يوفر لاسرائيل ملايين الدولارات سنويا،،،وبالمقابل ماذا حققنا نحن،،ربما يقولون كسبنا رفع اسم البلاد من قائمة الارهاب !! ثم ماذا بعد ؟ وما هو الكسب المنظور؟
هذا من ناحية ومن ناحية اخري يجب الا ننظر الي هذا الاختراق الاسرائيلي بمعزل عن تطورات اخري متسارعة،،،زيارات المبعوثين الغربيين ،،تستعد البلاد في الاسبوع القادم لاستقبال عدد من المبعوثيين،،من فرنسا والنرويج وامريكا وبريطانيا والمانيا والاتحاد الاوربي كل هؤلاء يتزاحمون في الخرطوم لدفع عملية المسار السياسي لتحقيق الانتقال الديمقراطي،،هذا هو الهدف الظاهر اما ما خفئ فاعظم ،،وبالتزامن مع قدوم هؤلاء المبعوثين سوف يحل علينا وزير خارجية روسيا ،،
وليس بعيدا ايضا مايجري في القاهرة من التدبير الاسرائيلي والاستكبار العالمي بدليل ان القوي السياسية والحركات المسلحة ومنظمات المجتمع المدني الحاضرة في ورشة القاهرة التزمت الصمت المطبق ولم تنبت ببنت شفة ،،والسكوت في معرض الحاجة الي بيان رضا،، وفي الخرطوم لا صوت للمعارضة الا صوت المؤتمر الشعبي الراكز المدرك للمكر الخارجي ولهشاشة الداخل وقليل من الاسلاميين المبعثرين هنا وهنالك،،،حتي بقايا النظام البائد فقد خفت صوتهم،،اما قحت المركزي فحدث ولا حرج تكاد تطرب فرحا للمبعوثيين ولا تبالي بالاختراق الاسرائيلي ،،
المحصلة ان المكر الدولي يكاد يطوق البلاد ولا احد يرغب في مواجهته بل ان الغالب ينحني للعاصفة،،الا الاسلاميين الذين يمثلون روح الامة وعزتها وسيظلون حائط صد تتكسر عندها كل حبائل الاستكبار العالمي،،وينبغي علي الاسلاميين الاخذ باسباب النصر ،،من ترتيب الصفوف وتنظيمها وتبصير الشعب بخطورة ما تواجهها البلاد من التامر والكيد ،،ما عاد التهريج ودغدغة المشاعر تجدي نفعا،،فلندفع نحو الانتخابات المبكرة فهي القاصمة لظهر الخارج ،،فيومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله والله غالب علي امره ولكن أكثر الناس لا يعلمون،،والسلامي
التعليقات مغلقة.