بين التقليد والحداثة
كتب/ياسر التوم المصباح
وقف ضده أصحاب التقليد والحداثة على حد سواء ، لغته المعقدة في المخاطبة أعطت مخاطرة في فهمه فقد جاء بجديد في التفقه، ايام مجده السلطوي لم تجد مجلة بدا من وضع صورة على غلافها يرتدي جلابية بيضاء وابتسامة غامضة على فهم صاحبها، مانشيت الغلاف يقول انه( لا سني ولا شيعي لكنه يرد نفسه للتفقه) وهي من الفقه.
بعيد وفاته قابلت د. عبدالله علي ابراهيم وقلت له بأنك كتبت عنه في مجتزا مقالة من كتاب والذي وصلنا منه باللغة العربية، ابتسم اكاديمي جامعة ميسوري، وقال :قابلته عدة مقابلات في اعدادي للمقالة ثم الكتاب وحرصت الا انقل( قوالات)،لذلك ذهبت إليه.
امتاز مقال استاذ ميسوري انه شرح( بتشديد الراء ) عندما أوضح أن د. حسن الترابي يتجاذبه التقليد والحداثة كل منها تجره إليها جرا ، إذ أنه منذ نشأته بكسلا وكان والده القاضي الشرعي يرقب د. حسن الشقة مابين القضاء الشرعي والمدني وحفظه للقرآن وانخراطه في التعليم الحديث، ، وأن هذا التشريح من باحث رصين تعطي أرضية صلبة لكل من يبحث عن مشارب نجم السياسة والإسلام السياسي منذ أكتوبر وتسنمه مركب السياسة المتماوج، لان يستصحب هذا أن كان محايدا عنه أو معارضا له أو بين منزلتيهما.
اما د. تجاني عبدالقادر فقد وصفه بأنه اخرج الإسلاميين من أحكام النون الساكنة والتنوين إلى الأحكام السلطانية، ويصف آخرين من ابناء حوزته بشراح المتون ويذكر أنه اي د. الترابي عاد يسأل عن تاريخ الشخصية بأن يسأل عن، آلديك جد يحفظ القرآن أو من هذا القبيل وقبلها كان يتعامل مع الذين يقودهم كأنه مدير شركة يركز على ما انيط به اوكلف به دون غيرها،
سايمون الألماني الدارس في أكسفورد عندما ضيفته الخرطوم، لم يذهب للبجراوية أو نادي سباق الخيل، بل عكف لبيت د. الترابي أو مكتبه وفي نيته بحثا رصينا عن الفقيه المجدد، وكان التفسير التوحيدي وقتها حاضرا في المكتبات. وإذا ما أراد سيمون منه أن يتحدث بالالمانية لوجد ضالته بها فقد تعلمها في السجون .
تأثر د. الترابي بمالك بن نبي المفكر المغربي، ولأن بن نبي يربط النهضة في خلاصات كتاباته بالزراعة إذ يقول ان الرقعة المزروعة في البلدان العربية والإسلامية ضيقة وقليلة، يوصي بزيادتها، أخذ عنه الشيخ كثيرا الا تلك، وقد شد تعليقا ذكره احد الاصدقاء بأن مشروع الترابي الحضاري هو مشروع سماوي يريدنا أن نتعلق بالسماء دون اهتمام بالأرض وبالكاد يقصد الزراعة. وحتى المعارضون له يشددون على انهيار المشاريع الكبيرة في عهده،
اما حادثة مطار أتوا فقد غض عنها الطرف غضا جميلا ، وزادت عليها المفاصلة بينه وبين بعض تلامذته، بعد سنوات ، حيث قام بعد صبيحة يوم الرابع من رمضان ليجد أن السلطة قد فارقته ووصفه لمذكرة العشرة بأنها (أمرا دبر بليل) لكن من كان إن ينصحه بالابتعاد ولو قليلا عن مضارب السياسة التي جعلته منقسما عن الترابي المفكر المجدد والترابي السياسي المخاصم والمخاصم (إحداهما بفتح الصاد)، وإذا ما ذهب بعدها للدوحة وحرص على مشروعه التجديدي ومراجعاته لكان خيرا وأنفع
كان يمكن لاستاد القانون الدستوري أن يستقوي بإحدى الطائفتين بعد قدومه من فرنسا ايام اكتوبر، الأنصار بصهره لهم والختمية باعتبار العشيرة، إذ أن تجربة المحجوب في حزب الامة ماثلة أمامه، اتخذ طريقا سياسيا بقيادة الإخوان المسلمين وقاد القاطرة التي أضحت بلا رأس بعد عشريتها الأولى، وقدم مراجعات شهيرة بقناة الجزيرة،
في صيوان العزاء بالمنشية، تقاطروا كلهم ولم تنقض ايام العزاء حتى آفاق الكثيرين بأن المشهد سيختلف بعد ذلك اليوم عما هو عليه، فقد ترك( النظام الخالف)، وقال آخر أنه اي الترابي يحكمنا من قبره.
أثرت أن نبتسر في شواهد من أخذنا عنهم ممن هم أهل دراية ونقل شذرات مما كتبوا وبعيدا عن تهاتر السياسة والجدال المسطح ارجو ان ننظر للتجربة كلية،
التعليقات مغلقة.