متي يتحقق الوفاق الوطني الشامل ؟ بارود صندل رجب/المحامي

ماسة نيوز

لو حاولنا نرصد الحركة السياسية خلال الاسبوع المنصرم سوف نجد العجب العجانب الذي يحير اولى الالباب و يفلق المرارة ويرفع الضغط والسكري،،الحوار الوطني وقف في عقبة كؤود خاصة بين حليفين سابقين ،،الحرية والتغيير المجلس المركزي والحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية فبعد لقاءات سرية ووساطة من البرهان ،،انتهي الحوار الي انسحاب البرهان من الوساطة بسبب ان الحرية والتغيير المجلس المركزي رفضت الجلوس مع الكتلة الديمقراطية باعتبارها تحالفا،،،
أما المبادرة المصرية التي تعلق بها البعض هياما كونها المنقذة ،،فقدتراجعت عنها مصر نفسها بل اقدمت علي دعم الاتفاق الاطارئ مع توسيع المشاركة،،،وما كان لفولكر والثلاثية ان تصمت عن هذا الحراك فاعلنت الثلاثية عن انطلاق فعاليات ورشة حول اتفاق سلام جوبا بتاريح الحادي والثلاثين من هذا الشهر وانها سوف تتولي مهام تنظيم وتسيير الورشة ،،ولا يعرف ان كانت الورشة سوف تشارك فيها جميع اصحاب المصلحة خاصة الموقعين علي اتفاق سلام جوبا ام تقام بمن حضر ،،وهنالك تسريبات بان الثلاثية والموقغين علي الاتفاق الاطارئ سوف يشرعون في تشكيل الحكومة اولا وتترك القضايا محل الخلاف،،،العدالة والعدالة الانتقالية،،والاصلاح العسكري وسلام الشرق معلقة الي حين ،،لماذا التعجيل والقفز مباسرة علي السلطة ،،بأئ دستور وبرنامج يتم تشكيل الحكومة ؟
وفي خضم هذه البلبلة جاءت زيارة ابي احمد رئيس وزراء اثيوبيا،،فتهافت الجميع الي لقاءه،،الحرية والتغيير بجناحيها،،المركزي والكتلة الديمقراطية،،ومجموعتي التيجاني السيسي ومبارك الفاضل واخرين ،،وبعد اللقاءات جاءت التصريحات علي النحو التالي،،د.حبريل ابراهيم،،اعلن عن رغبة الكتلة الديمقراطية في تحقيق وفاق وطني شامل لا يقصي احدا،،وان الكتلة تري ان الاتفاق الاطارئ لا يمكن ان يحقق الوفاق الوطني المنشود وان أئ حكومة يتم تشكيلها بموجبه لن تصمد طويلا ولا مستقبل لها،،هذا من ناحية ومن ناحية اخري فان مجموعة تسمي نفسها الحرية والتغيير القوي الوطنية اعلنت انها علي استعداد للجلوس مع الجميع لتحقيق الوفاق الشامل،،،أما الحرية والتغيير المجلس المركزي فقد صرح المتحدث باسمها عقب المقابلة انهم يدعمون الحوار السوداني السوداني دون اي تدخلات خارجية،،كل الفرقاء يستبعدون التدخل الاجنبي ويبدون الاستعداد للحوار ،اذن لماذا يغيب الحوار السوداني السوداني؟ وما هي نقاط الخلاف الجوهرية التي تقف حائلا وتمنع من جلوس السودانيين حول مائدة الحوار؟
ما الذي يدفع د.جبريل الي القول بانهم لن يوقعوا علي الاتفاق الاطارئ (ولو خرجنا من السودان فارض الله واسعة ،،خيرا لنا من الخنوع والعمالة والارتزاق)،،هذه المقولة شبيه بما نسب الي السيد مني الذي قال (لا نوقع علي الاتفاق الاطارئ الا علي جثثنا)يستشف من هذه التصريحات ان هنالك ضغوط تمارس من جهات لها اليد الطولي والقول الفصل في سياسة هذه البلاد،،والا فالامر اهون من ذلك بكثير بحسبان ان الاتفاق الاطارئ لم يغلق بعد باب الحوار وانه ليست نهاية المطاف ،، بل جهد يبني عليه ،،صحيح ان البعض من ادعياء الثورية تتلبسهم حالة من التوهان فيظنون انهم اسياد البلاد ويملكون صكوك المشاركة يعطونها
لمن يحبون ويحرمون الاخرين وهي حالة في طريقها الي الزوال ،،ومع ذلك لا مبرر للغة الياس والقطع الناشف،،اما مساحة الخلافات الموضوعية بين هذه القوي السياسية فليست واسعة،،ففي مؤتمر صحفي للكتلة الديمقراطية افاد القيادي بحركة العدل والمساواة،،د. سليمان صندل بان الاتفاق بين جناحي قوي التغيير والحرية تجاوز نسبة التسعين في المائة،،وان التباين حول القضايا انحصر حول استقلال القضاء،،،وجهاز الامن الداخلي وشكل الدولة،،الخ ،،هذه القضايا مقدور عليها بقليل من الحوار ،،بالنسبة لاستقلال القضاء فقد اجمع الجميع علي ان يترك امر القضاء لمجلس القضاء العالي بعد اجازة القانون،،،ويكمن الخلاف في اختيار رئيس القضاء والنائب العام والمحكمة الدستورية قبل اجازة القانون ،،فما ورد في الاتفاق الاطارئ ان يقوم الموقعين عليه علي تعين لجنة من كبار القانونيين تتولي الاختيار وتنتهي مهمتها بعد التعيين مباشرة،،ويعترض الاخرون علي هذه الالية باعتبارها تمثل تدخلا بل انتهاكا لمبدأ الاستقلالية،،والمخرج الاتفاق علي ابقاء الوضع في القضائية والنيابة العامة علي ما عليه الان وتاجيل اختيار اعضاء المحكمة الدستورية الي حين اجازة القوانيين ذات الشأن ،،مع التعجيل بتشكيل المجلس التشريعي ،،،اما الخلاف حول جهاز الامن الداخلي فهي مسألة فنية يترك امرها للشرطة فاذا اقتضت الضرورة الي تشكيل هذا الجهاز حسب سياسة الدولة فلا ضير من قيامه !!
اما الكلام عن شكل الدولة فهي من قضايا المؤتمر الدستوري ويخرج عن مهام الحكومة الانتقالية،،
نخلص الي ان المتاريس والمعوقات في طريق الحوار السوداني السوداني مجرد توهمات تغذيها التدخلات الاجنبية الخبيثة،،والمصالح والمكاسب الضيقة لبعض القوي السياسية والاشخاص،،،
ليس لدينا علم بدواعي زيارة ابي احمد ولكن يكفي ان اعلن سيادته انه لم يات للوساطة بين الفرقاء السودانين فهم الاقدر علي حلحلة مشاكلهم ونحسب ان الرجل قد حدثهم عن تجربة بلاده في الحوار الذي افضي الي التوافق مع جبهة التغراي بعد الاقتتال الاخير بعيدا عن الوساطات الاقليمية والدولية،، فهل وعي قادتنا الدرس وحجم خيبتنا،،،للحديث بقية ،،،والسلام

التعليقات مغلقة.