هل تحقق المبادرة المصرية الوفاق السوداني؟ بارود صندل رجب/المحامي
ماسة نيوز
يجد المتابع المدقق لما يجري في البلاد بان هنالك ايادي تعبث بمستقبل البلاد ولا تريد لها الخير وهذه الايادي هي اجنبية كلها،،وان هنالك توافق بين هذه القوي الاجنبية وهي تتبادل الادوار لاغراق البلاد في الفوضي بل الاقتتال ،،الشاهد في ذلك ان مسألة المبادرات ترواح مكانها ولا تحقق اي تقدم ايجابي ،،كم هي المبادرات التي دفعت بها ،،،واي مبادرة هي التي اوصلتنا الي الوفاق كلما نقترب من اللملمة تاتي مبادرة لتباعد بيننا،،،بل تزيد الشقة،،جاءت مبادرة لجنة تسيير نقابة المحامين للاتفاق علي الدستور الانتقالي،،فاقبل المجتمع الدولي وهو يتمطي داعما للمبادرة ، الثلاثية،،الرباعية،،الاتحاد الاوربي،،الجامعة العربية،، امريكا وصحيباتها واذنابها وهلموجرا،،وقبل ان يجف المداد الذي كتب به الدستور الانتقالي سارع المجتمع الدولي نفسه الي دفع الاطراف المشاركة في اعداد الدستور الانتقالي الي تجميده والاقبال علي خطوة اخري،،وهي الاتفاق السياسي الاطارئ،،وكان المامول طرح مسودة الدستور للحوار حولها ولكن بدلا من ذلك العبور الي الاطارئ قفزا،، وبما ان الاطارئ قد وضع اسس وقواعد راسخة بالنسبة للسلطة المدنية بعد تعهد المكون العسكري علي الانسحاب من العمل السياسي التنفيذي والسيادي،،،وكان بقليل من التريث واعمال الحكمة لاتسعت دائرة التوافق حول القضايا الاساسية،،ولكن المجتمع الدولي نفسه سارع الي خطف الاطارئ وجعله مرتكزا للقفز الي المرحلة النهائية بما سميت بالورش حول قضايا الخلاف بين المدنيين والعسكريين ،،وهذه الورش علي اهميتها لم تتوفر لها الارضية الوفاقية ولم تبسط المشاركة للجميع خاصة اصحاب المصلحة ،،حتي الورشة اليتيمة التي اقيمت حول ازالة التمكين لم تجد طريقها الي مخرجات متفق عليها ولا يعرف علي وجه الدقة ماذا حصلت للتوصيات وهل تمت صياغتها نصوصا تصلح لادخالها في الدستور الانتقالي ،،ومن هي الجهة صاحبة القرار في ذلك؟
لعلنا تابعنا وشاهدنا تدافع المجتمع الدولي دعما للمرحلة النهائية للعملية السياسية الي درجة التهديد المباشر لكل من تسول له نفسه الوقوف في وجه هذه العملية لعرقلتها،،شاهدنا ممثلي الثلاثية والرباعية والاتحاد الاوربي والجامعة العربية يصطفون سندا وعضدا لم يشز احدا ،،السفير المصري كان يقف مع سفراء العرب صفا واحدا وبكلمة القاها السفير المغربي نيابة عنهم جميعا،،
استبشرنا خيرا بالتفاف المجتمع الدولي حول الاطارئ ،،،وقلنا لا باس ان يمارس هذا المجتمع الدولي العريض بعض الضغوط للممانعين للالتحاق بالاطارئ بعد الاضافة او الحزف لا سيما ان نقاط الخلاف ليست كبيرة،،،ولكن فجأة القت مصر بمبادرة لا يعرف كنها ولا كوعها من بوعها ،،ولا حكمتها هذه المبادرة كادت ان تسحب البساط من تحت الاتفاق الاطارئ ،،اصبحت هذه المبادرة الشغل الشاغل للجميع الي درجة ان تناست الناس الاطارئ وتوقفت عجلة العملية السياسية عن الدوران،،صحيح نحن اقرب الي مصر من اي دولة جارة او غير جارة ولكن تجربتنا من السياسات المصرية خائبة لم توردنا الا الخبال ،كما قال احد السياسين الذين خبروا السياسة المصرية تجاه البلاد،،بان مصر الرسمية دائما تاتي متاخرة وانها خططها لم تنجح علي طول الخط،،،
نقول للذين يريدون التعلق باهداب المبادرة المصرية ،،هل هي شاملة وهل توجه الدعوة لجميع الفرقاء ،،اعني بما فيهم الاسلامين؟وهل يتوافق الجميع علي الجلوس حول مائدة واحدة وفوق هذا كله ،، هل ينحصر الدور المصري في مجرد تهيئة الاجواء للسودانيين للحوار للاتفاق علي مصفوفة محددة ،،ام تملأ عليهم مقررات. ،،وهل نعتقد جميعا ان هذه المبادرة المصرية جاءت من تلقاء مصر فحسب ام ان هنالك مباركة ورضا من المجتمع الدولي والاقليمي،،هل تجاوزت مصر حلفاءها الخليجيين،،خاصة السعودية والامارات!!
وهل خالفت مصر توجهات الولايات المتحدة بل هل تستطيع الوقوف في وجه الاجندات الامريكية،،الاسرائلية!!
لا اظن ان مصر بهذه القوة لتتجاوز المجتمع الدولي لمصلحة السودان ،،،
اننا لا نتهم المجتمع الدولي بالتامر مع مصر لاجهاض الاتفاق الاطارئ ولكن الوقائع علي الارض تشير ويستشف منها ان تحقيق الوفاق بين السودانيين بعيد المنال وان المتاريس ليست بيد شباب الثورة ولكن المتاريس الناعمة تظل حاضرة كلما اقترب السودانيون من الحل السوداني ،،،يريدنا المجتمع الدولي في حالة لا دولة ولا حكومة،،،او في حالة حكومة ضعيفة تتنازعها الشركاء المتشاكسون،،،
هذه التقاطعات ستظل مسيطرة علي الساحة حتي ينتفض السودانيون تحت وطأة الاستفزاز المتراكم ،،يومها فقط يتحرر القرار الوطني،،وماذلك علي الله بعزيز،،والسلام
التعليقات مغلقة.