نيفاشا مؤآمرة تقسيم السودان على يد علي عثمان (١) زكي عمر آدم
ماسة نيوز
بسم الله الرحمن الرحيم
ظل السودان لفترات متطاولة يرزح في حروب عبثية ساهمت فيها الحكومات المركزية بقصر نظرها و تهميش مطالب المواطنيين في مناطق الهامش، إلى أن لعلع الرصاص في وجهها ثم تبدأ بالقمع المفرط عقوبة للحواضن الإجتماعية التي لا حول لها و لا قوة فتروح أرواحها ضحية بين مطرقة المتمردين و سندان الحكومة فتقع الفظائع و ما أن تعجز الحكومة في إخماد التمرد المطلبي تبدأ بالبحث عن أتفه الحلول شراء الذمم و شق صفوف المتمردين عليها بأثمان باهظة و مناصب رفيعة لو أعطتها قبل الحرب لما قامت أصلاً ، و تستخدم في ذلك علاقاتها الخارجية و الداخلية و ما أن توقع الإتفاقية إلا و تتململ و تبدأ بالتنصل عن أهم بنودها ( الترتيبات الأمنية) و لظني أن ذلك طلب الجيش وأن أيادي عليا ترفض دخول أي جسم غريب في صفوف الجيش ، ثم تنتهي فترة الإتفاقية بدون إعادة دمج و تسريح فتقوم الحرب مرةً أخرى فتزداد الأزمة تعقيداً و تتوسع دائرة الإقتتال و يزداد عدد المقاتلين و المقتولين و بلا شك تكاليف الحرب باهظة على الابرياء.
الحرب التي عرفها مالك بن نبي بأنها إستمرار للسياسة بوجه آخر و هو تعريف راقَ ليّ جداً خاصةً إذا ما قسناه بالحروب الأخيرة ، و يزداد عدم الثقة في الحكومة و الكراهية لها و يزداد الإحتقان الإجتماعي كيف لا و هي تعبث بالنسيج الإجتماعي و تروج لخطاب الكراهية والبغضاء في أجهزتها الأعلامية الرسمية و شبه الرسمية و حتى الخاصة و تطلق العنان للعنصريين بل و تدعمهم بالمال و السلاح و وسائل النقل و الإتصال فينفرط الأمن ، و لكي لا أتشعب بالحديث نعود لعنوان مقالنا ، إتفاقية نيفاشا هي إتفاقية وُقعت بين المؤتمر الوطني الحزب الحاكم يومها ممثلاً في نائب رئيس الجمهورية الأستاذ/ علي عثمان محمد طه و الحركة الشعبية لتحرير السودان ممثلة في د/ جونق قرنق رئيس الحركة في ٩ / ١ /٢٠٠٥م الكثيرون يعتقدون أن الإتفاقية التي أدت إلى تقسيم السودان و أفقدته أكبر كتله البشرية و كذا المادية ، انها إتفاقية من أجل إحلال السلام في ربوع السودان و وحدته و نمائه و لكن بالغوص في تفاصيلها يظهر لنا عكس ذلك تماماً انها إتفاقية لتقسيم السودان .
نواصل…
التعليقات مغلقة.