جوهريات الإتفاق الإطاري (كما بدت لي ابتداء) :الاستاذ : عبدالمنعم ابوبكر

ماسة نيوز

________________________
* الجوهرة الأولى :
” وهي واسطة العقد”
إذتعهد الجيش وسائر الأجهزة النظامية
المسلحةبالكف نهائيا عن تقلدأعباء الحكم وعن  ممارسة أي نشاط سياسي وتأكيد الالتزام  القاطع  بالمهام المحددة لها في دستور البلاد ،  والذي  تضعه   وتجيزه مؤسسات   الدولة   التشريعية المنتخبة  إنتخابا   عاما   حرا  ونزيها  ومباشرا .
كما أن الجيش   السوداني قد أعلن اعتذاره عن كل ما اقترف من أخطأ وخطايا في حق هذا الشعب   منذ   إعلان  استقلال البلاد وإلى هذا اليوم.
بل ولأول مرة في  تاريخ البلاد الحديث تصدر وثيقة  سياسية  تتضمن تعهدا ممهورا بتوقيعات مشهودة  من   قبل   عسكريين ومدنيين ، يعلنون فيها إتفاقهم على الملأ – محليا وعالميا بأن:
شؤون الحكم  والسياسة بدولة السودان   هي  مهام  يقوم  بها المدنيون  فقط ،  وأنه  لا  يحق لأي قوى نظامية مسلحة -سواء أكانت فردا أو جماعة – لا يحق لها أن تتدخل في شؤون الحكم والسياسة بالصفةالرسميةوذلك وفق ما تنص على تحريمه بنود دستور البلاد .
* الجوهرة الثانية:
الإلتزام  التام  والمطلق  بإقامة
أجهزة  الحكم   المدني : سيادة وتشريعا وتنفيذا  وقضاء  – في الفترة  الإنتقالية  – وأن  يتولى قيادة  هذه  الأجهزة  مواطنون مدنيون   ذوو   كفاية   وأمانة  مستقلون يتم اختيارهم توافقا بين القوى السياسية والحركات المسلحة،وقوى المجتمع المدني وكل  من  يوقع   من  الكيانات  السودانية المدنية  على  وثيقة  الإتفاق الإطاري ملتزمابالقضايا الواردة فيها -بعد الحوار- وعلى غيرها  من  الوثائق   المنظمة لأجهزة الحكم في فترةالإنتقال والتي يتفق عليها المتحاورون.
بوضوح تام تؤكد وثيقة الإتفاق الإطاري بأن أمر  تكوين  سلطة الإنتقال المدنية وبمستوياتها: التشريعي ،والسيادي،والتنفيذي وبأجهزتها ومؤسساتها، وبإعداد  خطط الدولة ونظمها .
وبذلك فقد أصبح أمر إختيار الحكومةوقادةأجهزتها  بالكامل أصبح أمرا موقوفا يتحقق على أيدي القوى المدنية فقط ليس لغيرها.
* الجوهرة الثالثة :
يدعو الإتفاق  الإطاري : إلى أن
يضع  المتحاورون  المتوافقون خططا تنفيذيةلأجهزة الحكومة الإنتقاليةمفصلةومحددة، أزمنة وموضوعات :  خطط  إدارية، سياسية ، اجتماعية،اقتصادية وسائرالإمور التي تتعلق بألأمن والسلام، بمعاش الناس ،العدالة الإنتقالية.. ثم في خاتمة أعمال حكومة  الإنتقال  يأتي  إعداد وإجراءالإنتخابات العامة الحرة والنزيهة بالبلاد .
* الجوهرة الرابعة :
يأتي هذاالإتفاق الإطاري والذي  ستعززه فيما بعد تلك  الوثائق التي ستعين على وضعه موضع  التنفيذ فتجعله متمكنا ومؤيدا تلك  الوثائق  التي  تأتي  ثمرة  للحوار الشامل -المنتظر ينبغي أن يجري بين جميع قوى شعب السودان المدنيةبمختلف رؤاها ومشاربهاالسياسيةوالاجتماعية من أحزاب  ، ومنظمات   مدنية وكيانات جهوية،وطرق صوفية وإدارات أهلية ، وفئات  شبابية ونسائية.
فهذا  يعني بوضوح  أن الإتفاق الإطاري ماهو إلا مشروع حوار  مفتوح  لجميع   أهل  السودان بكياناتهم المدنيةالمختلفة كافة ودون إقصاء لأحد ، إلا المؤتمر الوطنى ، وذلك  سعيا لتحقيق أكبرقاعدة غالبة وداعمةللإتفاق  الإطاري ، هذا ، إن عز الإجماع.
وأنهاء  لظاهرة  النزاع  المقيت غير مفض إلى شيء .

فالإتفاق إذن ليس اتفاقاإطاريا مبرما بين  طرفين أو  أطراف  معينة ، فما هو إلا دعوة عملية محددةالمعالم إلى معالجةجادة لجملة  من القضايا  السودانية المستعصيةوالمعقدةأوردبعضها تفصيلا  في   وثيقة   الإتفاق الإطاري – كما  يرى  مقترحوه – وذلك إلتماسا  لإدراك  أكبر قدر من الوفاق بين القوىالسودانية المدنيةوالتي تتنازع وتتشاكس  دائماعوضاعن الحواربالتراضي والبناءفي أجواءحرة ، دون قهر أو إكراه ، أو إقصاء لأحد .
وإن هذا الإتفاق  الإطاري –  إن توافقت  عليه   القوى   المدنية العريضة – فإن القوات النظامية المسلحة  قد  تعهدت   بحمايته وثائق  وخططا، مع كل الأجهزة المنشأة بموجبه .
* الجوهرة الخامسة :
فتأجيل الإتفاق الإطاري الفصل في شأن عدد من القضاياالمهمة والأساسيةوالحساسةوالخطيرة وهي  قضايا : العدالة  والعدالة  الإنتقالية  ، والإصلاح  الأمني والعسكري ،وإتفاق جوبا للسلام وتفكيك نظام الإنقاذ ، ومعالجة قضية شرق  السودان ، قد جاء رغبة في إخضاع  هذه  القضايا لمزيد  من الحوار  بين الكيانات السودانية المختلفة  ، لما  يدور بشأنها من خلافات  حادة ، وإن كانت  هذه  القضايا  – كما تبدو فعلا – قد لا يتاح لحكومة فترة انتقالية  وجيزة  ، وذات  مهام ثقيلة وكبرى -قد لايتأتى لهاأمر الفصل في بعض  هذه القضايا  فصلا  نهائيا ومنصفا ، وربمامن الأوفق أن ترجأإلى نظر أجهزة الدولة المنشأة بقرار من شعب الثورةالمجيدة حيث يفوضها عقب إجراء الإنتخابات العامة  المنتظرةنهايةالفترة الإنتقالية. شأنها في ذلك شأن كل القضايا الكبرى والهامة ،  مثل الدستور الدائم ، وما ينتظر أن يثارخلال مناقشاته  من  قضايا  جوهرية  قد لا تحسمها الفترة الإنتقالية.
وختاما :
* جواهر ظاهرة وخافية :
▪إن ︎العسكريين قدأعلنواتوبة نصوحا عن تعاطي الحكم وعن مقارفة السياسة ، واعتذروا عن أخطاء وخطايا قدارتكبوهاظلما في حق شعبهم السوداني فترة حكمهم للبلاد ولأكثر من خمسة وخمسين عاما، خصما من سني الإستقلال الستة والستين عاما. إذن فماهوموقف نخب الساسة  السودانيين “المدنيين” والذين كانوا دائما هم الشريك  الأوحد  للعسكرطيلة كل فترات حكمهم  العسكري القمعي للبلاد ،بل هم  الشريك في جرائمهم الإنقلابية فالمدنيون خاصة إما هم المدبر الأول للإنقلاب ومباشره، أو هم تابعون متفاعلون ومشاركون له بدعمهم ، فكرا ومالا وكادرا .
▪︎الإتفاق الإطاري يمهد السبيل
ليكون الشعب السوداني المسلم حرا فهو سيد نفسه يقرربإرادته الطليقةكيف يكون مصيره وأي نوع من نظم  الحياةيريد ،دون أغلال من مستبدباطش،وطائفة مغلقة، وقبلية عمياء ، وجهوية رعناء،فالإتفاق الإطاري يردأبناء الشعب في القوات المسلحةإلى ثكناتهم رداجميلاراشدا ليكونوا سنداحمايةلشعبهم أرضاوعرضا  لا ليطغوا عليه قهرا وتجبرا .
الإتفاق يتيح فرصالأبناءالشعب المدنيين المتفرقين ليثوبوا عن شططهم  إلى وعي نبيل  يقيل  عثراتهم إلى هدى وفاق ووئام  فيقبل بعضهم ببعض،ويأخذون بأيدي شعبهم الأبي  إلى  سبل السلام يفضي به إلى الإستقرار والنهضة .
_________
يتبع إن شاءالله .
( الإتفاق الإطاري ومعارضوه)

 

التعليقات مغلقة.