رسالة في بريد الاسلاميين: *عليكم بآليات العصر، كفاكم عرضا خارج الحلبة* عبدالرحمن عبدالله
ماسة نيوز
aehaaa@me.com
Twitter: @amahjoub2000
1. قبل حوالي عامين، صدر كتاب The Age of AI وهو كتاب غاية في الأهمية. ليس من كونه احد الاعمال التي نجحت في تقديم مبسط لموضوع معقد، مثل مفهوم الذكاء الاصطناعي Artificial intelligence. ولكن من جهة ان اللذين اشرفوا على كتابته واخراجه يمثلون اسماء مرموقة وقمما معروفة في عوالم السياسة والتكنولوجيا والجغرافيا السياسية. اشترك في اخراج الكتاب كلا من: وزير الخارجية الامريكي السابق هنري كسنجر (وهو المتخصص في الجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية)، والمدير التنفيذي السابق لشركة قوقل اريك شمد Eric Schmidt (وهو المتخصص في التكنلوجيا والذكاء الاصطناعي).
2. استعرض الكتاب الترابط العضوي ما بين العملية السياسة الحديثة والممارسة الديموقراطية وبين التكنلوجيا وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. لقد خلص رائد عالم السياسة (كسنجر) ورائد العالم الافتراضي (شمد) الى ان العالم الذي نعيش فيه هو مزيج بين ال الحقيقة physical reality و الخيال virtual reality. عليه فإن التعاطي مع السياسة عبر الوسائل التقليدية لن يقود يكون مجديا.
3. حاولت التأمل في الفرضيات التي يقدمها الكتاب واسقاطاتها على الواقع السوداني، ومن خلال المقارنة والمقاربة ازدادت قناعتي (وهي قناعة قديمة) ان ما اسقط الانقاذ ليس كيد الداخل ومكر الخارج، وانما تقاعس قادتها عن فهم لغة العصر والتعامل مع تعقيدات الواقع الجديد (وهي احدى المصطلحات التي استخدمها كسنجر في كتابه).
4. لكن ما زاد قلقي واقض مضجعي هو ان قادة التيار الاسلامي لم يعوا الدرس بعد، ولم يتعلموا من عثرات الماضي. فبدلا من سبر أغوار التكنلوجيا وفهم آليات عمل شبكات التواصل الاجتماعي واستخدام مقدراتهم التنظيمية وحشودهم البشرية في قيادة حملات اعلامية والسيطرة على العوالم الافتراضية، تجدهم اسرى في محطات الوسائل التقليدية.
5. انظر الى تلاومهم وانتقاداتهم للمبعوثين الدوليين (فولكر والسفير الاميركي الجديد)، هل يحسبون ان “الخواجات” سيعبؤون بلطمهم الخدود وشقهم الجيوب؟ لماذا لا يستبدل هذا الفعل السلبي بعمل ايجابي؟ لماذا لا توجه قواعدهم الى غزو منصة “تويتر” وتنزيل التطبيق في الهواتف وفتح حسابات عليها او تنشيطها. دعونا نفترض ان ٥٠ الف عضو من اعضاء التيار الاسلامي خاطبوا فولكر او السفير الامريكي في تويتر وانتقدوا ممارساتهم، فهل تظنون ان “الخواجات” سيتجاهلون هكذا حملة؟!
6. لست متحاملا على التيار الاسلامي، وانما رسالتي هذه رسالة محب غيور على دينه ووطنه. اعرضوا عن المعارضة التقليدية، وتعلموا فنون الذكاء الاصطناعي والجغرافيا السياسية (او كما يقول كسنجر).
التعليقات مغلقة.