بر الوالدين … وحق الأم ..والدين المستحق
تكتبها / هبة محمود عمر
إنَّ للوالدين مقامًا وشأنًا كبيراً أو يجب أن يكون كبيرا يعجز الإنسان إدراكه، كيف وهما سبب وجودنا، وعماد حياتنا، وركن البقاء لنا؟!
يظل الوالدان يبذلان كل أمكنهما المادية والمعنوية لرعايتنا وتربيتنا، ويتحملان أشدَّ المتاعب والصعاب والإرهاق النفسي والجسدي.
حتى أن الله تعالى قرن طاعتهما والإحسان إليهما بعبادته وتوحيده فقال : (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا)، وقال : (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا)،(وقض ربك إن لاتعبدو إلا ايأه وبالوالدين إحساناً إما يبلغني عند الكبر احدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أُوف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة فقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيرا).
قال تعالي: (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا)،(وقض ربك إن لاتعبدو إلا ايأه وبالوالدين إحساناً إما يبلغني عند الكبر احدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أُوف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة فقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيرا).
إن بر الوالدين يكسب الشخص سعادة الدنيا والآخرة وينال رضا الله وخير الدنيا والآخرة.ويقول رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم في بر الوالدين (رضا الله في رضا الوالدين).
وأشك أن حبهما وتوقيرهما في النفس والقلب، لأنَّهما أحق الناس بحسن الصحبة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك) رواه البخاري.
تُعتبر علاقة الإنسان بأمّه من أشدّ العلاقات متانة ورسوخًا وحميميّةً منذ أن خلق الله تعالى الإنسان واستخلفه على هذه الأرض؛ فالإنسان يحتاج إلى أمّه في كلّ مراحل حياته منذ ولادته إلى حين كبره وبلوغ أشدّه، وقد أدركت المجتمعات قديمًا وحديثًا أهميّة الأمّ حتّى ابتكروا لها عيدًا أسموه عيد الأم تكريمًا لعطائها وتضحياتها، فما هي أهميّة الأمّ بالنّسبة للإنسان؟
وهذه الصحبة والتبية تتوجب الرعاية والقيام على شئونهما لأن هذا ديْنٌ في عنقنا، فلا يصح أن نتأخر في بذل أي جهد أو عون لهما بطلبٍ أو بدون طلبٍ منهما.. وتحرى سُبل راحتهما وسعادتهما والقيام بها لننال رضى الله ورضاهما، عدم إيذائهما ولو بإسماعهما ما يكرهانه من القول أو الفعل والنفقة عليهما إن احتاجا وإن كان الأب معسرًا فيجب علينا مساعدته في النفقة ومدّ العون والمال لهما بما في الاستطاعة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أنت ومالك لأبيك).
وعن فضل الأم قال الإمام عليٍّ رضي الله عنه حين قال: “فحقّ أُمِّك أن تعلم أنَّها حملتك حيث لا يحمل أحدٌ أحدًا، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يُطعِم أحدٌ أحدًا، وأنَّها وَقَتْك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها مستبشرةً بذلك فرحةً موبلة “كثيرة عطاياها”.
أخي القارئ الكريم
إن الأم هي نبع الحنان والعطف والأمان، فهي التي تحمل بطفلها تسعة أشهر وتتحمّل الكثير من المتاعب والمصاعب طوال فترة الحمل، لحين ولادته على هذه الدنيا والبدء معه برحلة جديدة في الحياة، فهي أوّل من يراه الطفل في هذه الدنيا، ويشعر بدفئها وحنانها الذي لا يوجد له مثيل ولا يمكن أن يتم الحصول عليه من غيرها، فهي تستحق كلّ الاحترام والتقدير لما تقوم به تجاه أطفالها وعائلتها.
إن برالوالدين فضل عظيم وتفتح لك أبواب الدنيا وتنال ثواب الآخرة وتتسهل عليك أمورك وأحذروا ثم أحذروا عقوق الوالدين فإنها تسبب تأخر في الرزق وتسود مستقبلك بل في لحظة أطلب العفو منهما، ثلاث لا ينظر الله لهما ومنها العاق لوالديه، فاطلبوا العفو منهم وبروا ولدايكم لكي تبركم أولادكم …فحق الوالدين دين عليك.
ولاتضيعوا الفرصة ولدايكم أحياء عليكم بطاعتهم وبرهم فإذا مات يقول الله الذي نرحمك بسبه فاعمل انت لكي ترحم، وبرالوالدين الذين رحلوا يكون بالصدقات والدعاء لهما وزيارة أصدقائهم في الدنيا لكي تنال رضاهما،اللهم جعلنا واياكم من البارين بوالديهما.
دمتم،،
التعليقات مغلقة.