كفالة الأيتام ودور المجتمع والدولة والمنظمات الطوعية

تكتببها / هبة محمود عمر

لا ختلف إثنان  في أن كفالة اليتيم عملاً من أعمال البر الإسلاميّة الحسنة والرفيعة التي حثنا عليها ديننا الحنيف، حيث يُقصد بها ضم اليتيم والإنفاق عليه والقيام بمصالحه وشؤون، فيقول الله عز وجل في كتابه العزيز : (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) وقال تعالي : (فإما اليتم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر).

وباطبع ينال كافل اليتيم فضلاً عظيماً وبركةً وخيراً في الدنيا قبل الآخرة، كما يفوز بمصاحبة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، لقوله عليه الصلاة والسلام : (وَأنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وأَشارَ بالسَّبَّابَةِ والوُسْطَى، وفَرَّجَ بيْنَهُما شيئًا). تمعن في هذا احدي أيها القارئ وحاول أن تتفكر فيه عملياً بيدك.وبيّن الإمام الحافظ ابن حجر بأنّ شرف صحبة النبي عليه السلام في الجنة التي لا تعادلها أي منزلةٍ أو مكانةٍ، ومن مسح رأس يتيم له اجر كل سبيبه في شعره.

وشرعتنا الإسلامة السمحاء تبين مدى اهتمامها باليتيم وحرصها عليه وحمايته وماله تقديس مكانته ، كما تحذر من المساس بحقوقه وتح بذلك علي حق رعايته والمحافظة على ماله وتحذر من خطورة التعدي على مال اليتيم ، وتعضد علي دور الأولياء في المحافظة على إنسانية اليتيم ومشاعره وتعويضه الفقد والحرمان حيث اننا كمجتمع إسلامي نعاني من بعض المفاهيم الخاطئة التي تجعل الأوصياء وخاصة ضعفاء النفوس غير عادلين في أوجه الصرف عليهم فيطمعون في أموالهم عن قصد أو جهل.

ودعوني آروي إليكم هذه قصه حقيقه ليست من نسج الخيال … يروي أن رجلاً رأي في منامه قد سفر شخص إلى الحج فتكررت له هذه الرؤية ثلاث مرات متتالية فلان ابن فلان من المنطقة كذا، فذهب الرجل هذه المنطقة فوجد رجلين يجلسان على قارعة الطريق فسالهما أين أجد فلان فردوا عليه ماذا تريد من هذا السكير ليله ونهاره في حاله سكر، فذهب والتقى بالرجل فقص له الرؤية فقال له سوف اسفرك إلى الحج. فضحك وقال له أعطني هذي النقود اسكر بها .. فقام باقناعه وبالفعل سافرا للحج وبعد انقضاء مناسك الحج فاضت روحه، فعاد إلى زوجته وسالها ماذا كان يفعل زوجك لم تتذكر في البدء ولكنها قالت : (عند عودته في آخر الليل بين وعيه وسكره يومياً يقسم العشاء إلى نصفين نصف لأولاده والنصف الآخر لأولاد جيرانه الأيتام… وهكذا كانت نهاية السكير حسن خاتمة..

عزيزي القارئ

تفقدوا الأيتام من الأهل أو الجيرأن اعملوا إلى لاخرتكم، فإن إتباع القيم والمفاهيم الإسلامية التى تدعو إلى التكافل والتراحم ، تقود إلي ضرورة الاهتمام بالمشكلات النفسية لدى الأطفال الأيتام وتوضح أثرها الفاعل في التوافق النفسي لديهم .

ومن هنا نأمل من الدولة تشجيع المنظمات الخيرية والتطوعية والإنسانية التى تعمل على كفالة الأيتام ، الإهتمام بشريحة الأطفال الأيتام في القري والريف و الحضر وذلك بتقديم الدعم المادي والمعنوي.

دمتم

التعليقات مغلقة.