جبر الخواطر

قصاصات تكتبها / هبة محمود عمر

من جبر الخاطر أنجاه الله في جوف المخاطر….

وجبر الخواطر بالطبع خلق إسلامي عظيم يدل على سمو النفس وعظمة القلب وسلامة الصدر ورجاحة العقل، حيث يجبر المسلم فيه نفوساً كسرت وقلوباً فطرت وأجساماً أرهقت وأشخاص أرواح أحبابهم أزهقت، فما أجمل هذه العبادة وما أعظم أثرها.

يقول الإمام سفيان الثوري: “ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم”

سأل سيدنا موسى ربه قال : (يا ربي أين أجدك؟. قال : (عند المنكسرة قلوبهم).

فاجبروا بخواطر الناس فلا تكسروا خواطرهم، فإذا أتى إليك أحد ضعيف. فالإنسان يمر بلحظات ضعف ويحتاج لمن يخفف عليه فلا تكسر خاطره بل أعطيه الكلمة الطيبة والكلمة الطيبة جواز سفر كما يقول عوام الناس وخفف لمن يلقون من ألم، أو من يكون (مزنوق) في ضائقة مالية فلا تذله وترد مكسور الجناح….. أجبر بخاطره.

ومن الأشياء التي يكثر فيها كسر الخاطر كلمة (بآيرة) وهي كلمة (بايجة) جداً تطلق على الفتاة التي لم تتزوج بعد.وأيضاً كلمة (عاقر) يطلقها أهل الزوج على زوجة أبنهم وبالدارجة (مطاعنات) بعدم الخلفة فما ذنبها اتقوا الله.

يقول فضيلة دكتور محمد حسن المريخي في إحدي خطبه إن كسر الخواطر خلق سيئ وتصرف ذميم ينبئ عن صاحبه السيئ الذي ذهبت مروءته وشيمته بعد إيمانه وإسلامه، وأضاف أن كسر الخواطر حال رديئة وتردٍ في الأخلاق وسفول في الآداب تدل على سقوط نفس صاحبها، وانفلات عقله، وخبث نفسه، وظلام صدره، ولذلك لا يكون إلا ممن غضب الله عليه وسخطه، قاتلهم أنى يؤفكون.

يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في كسر الخاطر أهون علي أن أنظف شوارع المدينة بريشة، أهون علي من أكسر خاطر احد.

وكان الرسول صل الله عليه وسلم يلبي دعوة ضعاف الصحابة ويكونون مكسوفين لعزومته نسبة لضعف حالهم ولكن كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكسر بخاطرهم ويلبي الدعوة خارج المدينة.

وعلمياً أن كسر الخاطر من الأمور غير المحببة في فعلها فهي تؤثر على صحة الإنسان جسديًا ونفسيًا لذلك أخي القارئ يجب عليك تجنب كسر خاطر الأشخاص الموجودة حولك وإذا اضطرت في تركهم فاتركهم بذكري جميلة.

ومن هذا المنطلق لا تكسروا خاطر احد وانشروا الود بينكم والكلام ألطيب.

إياكم وكسر الخواطر .. فإنها ليست عظاماً تجبر بل أرواحٌ تقهر…. أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

دمتم…

التعليقات مغلقة.