تحذير اطراف سلام دارفور من هجرة الكوادر!!بارود صندل رجب/المحامي

ماسة نيوز

جاء اتفاق سلام دارفور في ظروف بالغة الدقة،،فبعد مرور عامان علي توقيعه لم يلمس الناس في دارفور تغييرا يذكر ومع ذلك يأمل قطاع واسع من اهل المصلحة ان ينصلح حال البلاد ويأتي ثمار الاتفاق،،امنا واستقرارا ونماءا،،وما ذلك علي الله بعزيز،،
ليس سهلا ان تتنزل نصوص الاتفاق علي ارض الواقع جملة واحدة بمجرد التوقيع علي الاتفاق ولكن المفجع ان غالب نصوص الاتفاق لم تجد طريقها الي النفاذ،،اما المواعيد المضربة حسب الجداول الملحقة بالاتفاق فحدث ولا حرج،،هذا وقد اقر واعتراف قادة الحركات الموقعة ان تلك المواعيد كانت بعيدة عن الواقع وضرب من الطموح الوائد ،،،
لا نريد ان نبكي علي اللبن المسكوب فظروف البلاد من غياب السلطة خاصة منذ انقلاب الخامس والعشرون من اكتوبر،،وعدم رغبة حكومة قحت السابقة في انفاذ الاتفاق،،وقفتا عقبة في طريق تحقيق قدر معقول من اتفاق السلام،،
واول مظاهر الخلل ان المستوي الجديد للحكم (الاقليم) لم يبني علي قانون يؤسس لهيكل الحكم ويبين السلطات والصلاحيات،،والعلاقات بين الاقليم والولايات،،،وبين الاقليم والمستوي الاتحادي،، الواقع ان الامر الحاصل هو ان الحاكم انتزع من المركز امر تعينه انتزاعا ومن ثم بدأ في ممارسة السلطة اجتهادا،،وكفاحا دون الاستناد الي قانون او دستور،،،
اما الخلل الاخر فان ولايات دارفور الخمس تفتقر الي الحكومة الي مجالس وزراء الولايات، لم يتم تعيين وزراء منذ قيام الثورة والحال كذلك في سائر ولايات البلاد،،فقط الولاة الذين بيدهم الحل والعقد،بلا رقيب ولا حسيب،،وهذا الامر حصوله علي هذا النحو غريب الوجه واللسان وعلي الندور في عالم اليوم،،ولكننا في هذه البلاد نعيش العجائب،،
والشاهد ان الاوضاع في كامل البلاد تعيش في فوضي عارمة،،اما في دارفور بالرغم من التماسنا العذر لاطراف سلام دارفور في فشلهم في انفاذ اي قدر مما ورد في الاتفاق،،الا اننا لا نتحمل بعض الاخطاء القاتلة التي بدات تطل براسها،،ولا نتسامح معها،،ترد الاخبار ان الولايات التي آلت السلطة فيها للحركات المسلحة تعاني من ضعف الاداء بسبب افتقارها للكوادر وان القدر اليسير الموجود يعاني التهميش بل التضييق عليه الي درجة ان فكر عدد منهم الهجرة الي خارج الولاية،،،ليس مقبولا ان يقدم الولاة علي طرح قوانين ولوائح الخدمة المدنية جانبا في تعينات قيادات الخدمة المدنية،،اننا نتسامع بان احلالا للكوادر يجري علي قدم وساق،،بما يخل بالتسلسل الاداري،،صحيح ان للحركات كوادر ومن حقها ان تتبؤا المناصب وفق احكام اتفاق السلام،،ولكن يجب ان يكون المعيار بالدرجة الاولي وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وذلك لمصلحة الاداء اما الاقبال علي تعين الاصحاب والاتباع والاهل والعشيرة والاسرة هكذا بدون اي اعتبار اخر فانه مدعاة لدق ناقوس الخطر،،
تحتاج ولايات دارفور الي كوادر مؤهلة قادرة علي التخطيط الجمعي وعلي التنفيذ،،وقادرة ايضا علي تفجير الطاقات واستغلال الموراد المتاحة لاحداث طفرة تنموية،،اما التفكير التقليدي والنظرة الضيقة التي تذهب الي ان الوظيفة هي مجرد مورد للتعايش وبالتالي فان الاتباع والاهل اولي بالاستفادة منها يجب بترها،،ومع الاسف ان هذا التفكير هو المسيطر علي العقلية الحاكمة خاصة في ولايتي شمال وغرب دارفور،،اننا لا نتحدث عن المناصب السياسية فلتذهب كلها للحركات ولكن نريد ان يكون حول الوالي والوزراء مستشارين وخبراء يشيرون بالسياسات المدروسة التي تجد طريقها الي التنفيذ بواسطة موظفين مهرة وعلي دربة،،والا فالفشل حليفكم ويومئذ يفرح الذين يتربصون بالاتفاق وبالفدرالية،،،
لا نستطيع ان نعدد الذين يودون ترك العمل في ولاية شمال دارفور للاسباب التي ذكرناها ولكن نسمع عن احتجاجات وشكاوي وقد اتصل بنا البعض يشكو قلة الحيلة وان لا خيار الا الهجرة الي الخرطوم،
نناشد السيد مني اركو حاكم اقليم دارفور ونائبه السيد محمد عيسي عليو،،ووالي شمال دارفور ووالي غرب دارفور ان يدركو الامر قبل فوات الاوان،،ولات حين مناص،،،والسلام

التعليقات مغلقة.