الأحزاب السودانية وإدمان الفشل : بقلم الاستاذ: طارق جامع
ماسة نيوز
الأحزاب السودانية وإدمان الفشل. بقلم الأستاذ طارق جامع عبدالله . أبان الحراك الجماهيري إستضاف الأستاذ الطاهر حسن التوم الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية السابق فقال الأحزاب السياسية المعارضة لحكومة المؤتمر الوطني إجتمعت لإسقاط النظام لكن ليس لها أي رؤى أو أهداف مشتركة بعد الاسقاط ؛ دارت الأيام وسقط النظام عبر ثورة شعبية ( مصنوعة ) وتحقق حديث الأستاذ علي عثمان محمد طه فتشظت أحزاب قحت إلي قحت ون وقحت تو ثم انتهت الشراكة مع العسكر إلي إنقلاب زج بهم في السجون . ظل العسكر يديرون الدولة بلا حكومة متخذين من قحت تو حاضنة سياسية لكنهم فشلوا في تشكيل حكومة انتقالية ومع الضغط الشعبي عبر التظاهرات وعزوف الأحزاب السياسية الكبيرة في دعم الإنقلاب إنحنى العسكر للعاصفة ( ولو لحين ) لإمتصاص غضبة الشارع الثائر فأعلن الفريق أول البرهان عدم مشاركة العسكر في الحوار الثلاثي برعاية مندوب الأمم المتحدة فوكلر ؛ بعد خروج العسكر تم تجميد الٱلية الثلاثية للحوار ليبدأ حوار مدني يصل إلى تكوين حكومة كفاءات مدنية ؛ إلي ساعة كتابة هذا المقال لم تتفق الأحزاب السياسية وظلت قحت ون متمترسة في موقفها القديم ( الفرمالة ) إسقاط الانقلاب شرط للدخول في حوار وطني لكن قحط تو أكثر نضجاً ومواكبة للوضع الراهن فأعلنت أنها مستعدة للحوار الوطني الذي يفضي إلى حلول تعبر بالانتقال إلي مرحلة الإستحقاق الإنتخابي . لو طالعنا مواقف الأحزاب السياسية و الكيانات الأخري نجد أبرزهم إتخذ من المواقف الواضحة التي تدعو الي التوافق الوطني وتجريم الانقلاب ومن بين الأحزاب ( حزب المؤتمر الشعبي) الذي ظل يدعو ويجاهد من أجل لم الصف الوطني كأولوية مقدمة حتى على وحدة الإسلاميين لأن صلاح الوطن مقدم على صلاح الجماعات فإذا صلح الوطن ووضع الدستور فلا ضير من الائتلافات للدخول في مرحلة الإستحقاق الإنتخابي ؛ هذا الخط الواضح للمؤتمر الشعبي لم يعجب الذين يعملون في الخفاء لإعادة ساعة الزمن للوراء والعودة كما يتوهمون ( سنعود نبني مجدنا ) فزرعوا الفتن بين الشعبيين لكن الشعبيين قيادة وقواعد محصنين من هذه الأمراض ودارت الأيام وحدث ما يغشاه الشعبي من صراعات قبلية تهدم النسيج الاجتماعي ؛ إشتعلت ولاية النيل الأزرق بصراع قبلي بين الهمج والهوسا بأسباب مطالبات إدارة أهلية في ظاهرها وسياسية في باطنها وهي صراع بين الحلو وعقار في كسب شعبية الهوسا التي فضلت عقار على الحلو ؛ عجزت حكومة الولاية في إطفاء شرارة الإقتتال وظلت متفرجة كما عجز العسكر من وقف الإقتتال فسالت الدماء واحترقت كسلا ؛ امتد الحريق إلي القضارف ثم خرجت جموع الهوسا في تظاهرة سلمية في الخرطوم والفاشر وغيرها منددين لا للقبلية لا للجهوية هذا الانزلاق الخطير ظل الشعبي يدعو كافة القوى السياسية أن هلموا إلي توافق وطني في الحد الأدنى لتشكيل حكومة كفاءات وطنية تعبر بالبلاد لمرحلة الاستحقاق الانتخابي ؛ للٱسف هذه الصراعات القبلية التي اندلعت في أصقاع السودان لها مدلولات سياسية وهي سياسة الحريق من الاطراف ثم الانتقال الى العاصمة فيتمزق السودان وفق الأجندة الغربية والإقليمية التي رسمت لاضعافه ونهب موارده . الٱن الحصة وطن فهلا تداركنا المخاطر المحدقة بوطننا وتسامينا فوق جراحاتنا وجراحات الوطن ليتكب لنا التاريخ ذلك ؛ أتمنى من القوى السياسية و الأكاديمية والمجتمعية أن يبادروا بحوار وطني جامع لا (يستثني أحد) ينتهي بتكوين حكومة كفاءات وطنية ( حكومة برامج ) تعمل وفق برامج محددة تهيئة العمل التنفيذي لقيام المؤسسات الداعمة للاستحقاق الانتخابي والسلام على وطن يئن من عجز أبناءه للنهوض به .
التعليقات مغلقة.