كلنا في العنصرية سواء!!بارود صندل رجب/المحامي

ماسة نيوز

ظلت تهمة العنصرية تلصق بجهات معينة واستخدمت في تخويف اهل الهامش في البلاد،الي درجة الحرارة ان استنكف اهل الهامش عن المطالبة بالحقوق القانونية اسوة ببقية اهل البلاد، اهل الشمال النيلي والوسط رهبة من الحاقهم ودمغهم بالعنصرية،،وبالمقابل لم يبذل القابضون علي مقاليد الأمور في البلاد جهدا يذكر في كفكفة العنصرية وحصرها في نطاقها الطبيعي،،فما من مجتمع بشري والا فيه قدر من العنصرية والتمييز،،وبدلا من ذلك سعت كثير من النخب التي حكمت البلاد من كل الاتجاهات والملل والنحل والتيارات،،يمينا وشمالا وعسكرا وطوائف دينية عريقة،،الي المحافظة علي المكتسبات السياسية والاقتصادية بل تكريسها لصالح الشمال النيلي والوسط،،واحقاقا للحق وتحريا للعدالة فان بعض فترات الحكم المدني والعسكري افسحت قدرا من مساحة مشاركة اهل الهامش في مفاصل الحكم،،،
ومن باب اثبات الحقائق فان اهل الشمال النيلي ومن غير تدبير منهم،، سبقوا الاخرين في التعليم وفي الانفتاح علي المجتمعات العالمية والمحلية وبالتالي فان قيادة البلاد بعد خروج المستعمر آلت اليهم،،وبالبحث لم نقف علي اي دراسات استراتيجية تسعي لدمج اهل السودان في بوتقة وطنية فضلا عن اي سياسات اقتصادية واجتماعية تردم مسافة التفاوت والتباين بين اقاليم البلاد،،دفع استمرار الوضع المائل من وجهة نظر أهل الهامش الي احتجاجات سلمية هنا وهناك ولكن السلطات الحاكمة صمت اذنها عن سماع تلك الاحتجاجات بل اخمدتها بوسائل القوة الخشنة والناعمة ولم تنتبه بعد ان تلك المعالجات السلطوية القهرية قد تبطئ الانفجار ولكنها لا تخمدها الي الأبد،،،تطورت الاحتجاجات واتخدت منحي الخروج المسلح علي الدولة فاعلن التمرد في الجنوب،،،جردت السلطة حملات تاديبية لإخماد التمرد ولكن استمرت الحرب الي ان انفصل جنوب البلاد وذهب الي حال سبيله،،كان اكثر الناس في البلاد علي المستوي الرسمي والشعبي فرحا بهذا الانفصال هم اهل الشمال النيلي،،،اشبعونا بعبارات تنم عن عنصرية بغيضة،،لا يشبهوننا،،استنزفوا مواردنا،،،اما خزعبلات الطيب مصطفي وذبحه للثور الاسود احتفاء بالانفصال فحدث ولا حرج،،وقول الدكتور كمال العبيد بانهم لا يعطون حتي حقنة العلاج للجنوبي بعد الانفصال،،لم ينتفض كثير من أهل الراي والتاثير في البلاد وغالبهم من الشمال النيلي الحاكم،، استنكارا لتلك الروح العنصرية،،حتي تغريدات الرئيس البشير ذهبت ذات المنحي،،
وجاء تمرد دارفور المسلح وبذات العقلية العنصرية المهيمنة والتي دأبت علي الاستعلاء والتجبر، جمعت السلطة كل عدتها الحربية لاخضاع التمرد في دارفور فأحدثت خرابا كبيرا وفوق ذلك الخراب والدمار عادت عبارات العنصرية تنتشر كالنار في الهشيم والاعجب تولي كبرها قمة السلطة وكل إجهزة الدولة،،،
وجاءت الثورة المباركة رافعة شعارات تجانب العنصرية وتبغضها فتهللت اسارير المقهورين المظلومين ولسان حالهم يقول طلع بدر العدالة والمساواة علينا بعد طول زمان وانتظار ولله الحمد،،
وكعادة النخب في هذه البلاد والتي ادمنت نقض العهود والمواثيق عادت الي قديمها النظر الاستعلائي والاقصائي والهيمنة،،وعادت عبارات العنصرية علي السن القادة الجدد قيادات قوي الحرية والتغيير،،شتما لاهل الهامش وتقليلا من شانهم ودورهم في الثورة،،وانهم لا يشبهونهم،،بل هم قرود،،،والذين تولوا كبرها ينتسبون الي الشمال النيلي،جلهم وقليل من اهل الوسط،،،
ولعل تمدد العنصرية لا يقف عند حد،،ففي حلفا الجديدة اقدم اهلنا المهجرين اليها من اقصي الشمال النيلي(الحلفاويين) بمنع طلاب الاساس من اثنية(زغاوة) وفدت بدورها من اقصي غرب البلاد من ارتياد مدرسة حكومية،،لاسباب عنصرية بالدرجة الاولي،،،وتعجز الحكومة،،الولائية والاتحادية من التدخل وهي ذات القيادات التي تنحدر من الشمال النيلي،،وتمضي مسيرة العنصرية وهي تمد لسانها ساخرة،،عبارات عنصرية تنطلق من ألسن قيادات مجتمعية،،من محامي مرموق ورجل اعمال له باع في الفروسية،،يعيرون بها قيادات في الدولة بانهم عبيد لا يستحقون المواقع التي يشغلونها،،،وعندما نكتب خربشاتنا مستنكرين ذلك السلوك يتصدي لنا اقلام وحلاقيم باننا عنصريون،،،وحتي الاعلام بكل انواعه واشكاله يغض الطرف عن ترهات العنصرية التي تصدر من المسيطرين
علي مقاليد الامور في البلاد،،بينما يشتد عوده في مواجهة ذلة لسان تصدر من قيادي من الهامش،،يسلقونهم بالسنة حداد،،،
واليوم وقد بلغت العنصرية حدها ووصلت قمة هرم السلطة بما نسب الي البرهان من اقوال عنصريةوهو يخاطب اهله في الشمال النيلي،، يذكرهم بتفوقهم الذي يؤهلهم لقيادة البلاد دون سائر اهل اقاليم السودان وانهم لا ينقادون لمن لا يشبهونهم، وانهم عضد القوات المسلحة،،هذا هو القدر الذي تسرب من مناجاته وما خفي اعظم،،،وعلي خطورة هذا الحديث لم يجد ما يستحقه من الادانة،،رسميا ولا شعبيا،،الا النزر اليسير ممن مسهم الحديث مباشرة،،،ولو ان مثل هذا الفعل صدر من مسئول اي كانت درجته في بلاد العلوج لقامت الدنيا وشغل الناس حتي يستقيل ويختفي من مسرح العمل العام الي الابد وقد تلاحقه العقاب القانوني،،،
وهكذا تغشانا جميعا العنصرية،،فلا يحق بعد الذي شهدناه من المستنيرين الحاكمين من أهل الشمال النيلي ان ينعتوا الاخرين بالعنصرية،، وما عادت تلك التهمة تخوف احدا،،،فبعد ان تعادلنا في لبسها فلنفكر في سبيل نبزها واخراجهامن دائرة التاثير العام،،،والسلام

يرهلهم

التعليقات مغلقة.