المبادرات السودانية للوفاق ودور المبعوث الاممي!!بارود صندل المحامي
ماسة نيوز
كثرت المبادرات التي تدعوا الي الوفاق،،باعتباره المخرج الوحيد من الازمات التي تحيط بالبلاد،،وهذه المبادرات علي كثرتها لم توتي اكلها بعد بحسبان ان مقدمي هذه المبادرات لم يجلسوا بعد للحوار لتحديد نقاط الاتفاق ونقاط الخلاف،،،ومن خلال الاطلاع علي كل هذه المبادرات نجد ان نقاط الاتفاق وخاصة في القضايا الاساسية هي السمة البارزة والغالبة وان نقاط الاختلاف علي الندور،،وقد انتبهت دوائر اكاديمية الي هذه الحقيقة فبادرت جامعة بحري الي ورشة لتوحيد المبادرات بالتعاون مع مجموعة الحكماء،،،وخلصت الورشة الي وثيقة تعبر بصورة عامة عن رؤي مقدمي المبادرات،،واحسب انها تصلح اساسا للحوار بين القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني واطراف سلام جوبا،،،فبدلا من التفاف الناس حول المبادرة،،سارع المبادرون الي طرحها للتوقيع دون اخضاعها للحوار والمناقشات المفتوحة وبذلك التسرع تم اجهاضها او التقليل من شانها،،،ومن جانب اخر دخل المبعوث الاممي علي خط المبادرات بصفته وسيطا بين السودانيين وانه ليس له الحق ان يملي شيئا للسودانين ولكن الحقيقة خلاف ذلك،،،لم يكن فولكر وسيطا نزيها خالصا فهو يحمل اجندة المجتمع الدولي تحت مظلة الامم المتحدة ومعروف للداني والقاصي ان المنظمة الدولية مختطفة من دول الاستكبار العالمي لتحقيق ماربها،،فهو لا يتدخل تدخلا بريئا لمصلحة اهل السودان اعجابا لسواد عيوننا وحبا او ابتغاءا للاجر من عند الله،،،ولفولكر ايضا اجندته الخاصة كونه يمثل اليسار الاوربي فطبعه يميل الي خدمة اليسار اينما حل،،،،بجانب ان له مصلحة شخصية في تطاول الازمة السودانية الذي يبقيه موظفا دوليا،،،ورغما عن ذلك اجتهد فولكر في ادارة حوار يلتمس فيه راي غالب القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني وخلص الي وثيقة عبارة عن جماع المبادرات،،وقد افلح الي حد ما في تقديم خلاصات تصلح للنقاش والحوار بين الفرقاء السودانيين،،كان المامول ان يجمع المبعوث الاممي شتات اهل السودان حول مائدة واحدة للحوار المباشر بحيث يكون دور المبعوث الاممي تسهيل الحوار وازالة اي عقبات تعترض طريقه،، لم يحدث هذا رغم تدخل الاتحاد الافريقي والايغاد،،،تم تاجيل موعد الحوار الي اجل غير مسمي وذهبت التسريبات مذاهب شتي في اسباب فشل الحوار،، ولكن التحليلات الموضوعية تبين ان المكون العسكري غير راض عن تحركات فولكر ويخشي من مالات تحركاته،،فحرك الياته،،من القوي السياسية والمجتمعية التي تدور في فلكه ومن الارزقية اصحاب الحلاقيم الحادة في الكيد لفولكر الي درجة المطالبة بطرده ومحاصرة القاعة التي تقام فيها الحوار،،لفولكر اخطاء كثيرة منها تجاوزه
لمهامه،،وانحيازه الواضح لتيارات سياسية،،والدليل علي ذلك انه تدخل في اختيار القوي السياسية المتحاورة واستخدامه فيتو ضد بعض القوي وبذلك خرج من كونه مسهلا واصبح خصما لبعض القوي السياسية،،،ان بوادر فشل فولكر واضحة للعيان،،خاصة بعد الاتهامات التي وجهت اليه انه كان يدعم قحت بالمال لانفاذ المخططات التي يريدها فولكر واسياده،،هذه التهمة ان ثبتت كانت كافية لانهاء مهمة فولكر،،صحيح انه يتمتع بحصانة دبلوماسية ولكن ذلك لا يمنع ولا يحول ان تتحقق الدولة من صحة التهمة،،ولكن وفي ظل هشاشة الاوضاع في البلاد لا اظن ان اجهزة الدولة،،،وزارة العدل او الاجهزة الامنية من شرطة وامن واستخبارات الجيش اهتمت بالموضوع من اساسه فضلا عن فتح تحقيق جدي،،نخلص من كل ما ذكرناه ان القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني اضاعت فرصة ثمينة لتحقيق قدر من الوفاق يكفي لمواجهة المكون العسكري ومفاوضته لتسليم السلطة كاملة للمدنيين،،،هذا هو الشرط الذي ظل يردده البرهان منذ انقلاب الخامس والعشرون من اكتوبر الماضي،،،متعهدا بانسحاب العسكر من الحكم تماما اما بانتخابات واما بوفاق،،اصبحت الانتخابات بعيدة المنال،،،وتسرب الوفاق من بين اصابع الفرقاء السياسين،،،
المستفيد من الوضع الحالي هم العسكر،،السلطة الفعلية في ايديهم،،بدليل ان القوي السياسية التي تدعي معارضتها للعسكر تبصبص حول العسكر طمعا في فتات السلطة،،قوي الحرية والتغيير التي كانت شريكة مع العسكر في ا لحكم والتي توصف بانها اكبر تحالف سياسي تشهده البلاد في تاريخها تمزقت ايادي سبا ولم يبقي الا الرسم والاسم وشرذمة قليلون تقطعت بهم السبل،،،الذين خرجوا من السجن بتسويات ووساطات اصبحوا اكثر مرونة في التعامل مع العسكرواكثرا تادبا في معارضتهم للعسكر،، بالواضح تم تدجينهم وكسر شوكتهم،،،مقابل حفظ الملفات الجنائية،،،هذا التيار يتحدث باكثر من لسان في العلن هم ضد العسكر ويتمسكون باللاءت الثلاث لا تفاوض لا شراكة لا شرعية،،ولسان يتحدثون به ليلا وفي الغرف المغلقة باحكام وهم يجتمعون مع العسكر مباشرة وعبر وسطاء،،،كل همهم ان يجدوا موقعا في السلطة يقيم اودهم ويبقيهم في الساحة الي حين،،،فهذه القوي فقدت التاثير تماما ولا وجود لها لا في الشارع الثوري ولاقواعد جماهيرية تاوي اليها،،،ولكن يجب الانتباه ان هذه القوي لديها ارتباطات اقليمية ودولية قد تسعي لاحيائها وتكليفها بادوار محدودة،،وتحركات فولكر والاتحاد الافريقي وايغاد ليست ببعيدة،،اما التيار الاخر المنشق من قوي التغيير والحرية،،المسمي بقوي الحرية والتغيير الوفاق الوطني فقد اكتفت بالارتماء في احضان العسكر رغبة فيما عند العسكر،،لم تسعي هذه القوي ولم تبذل جهدا يذكر في تحقيق الوفاق،،ظلت تميل مع العسكر حيث مال ولها العذر في ذلك فمكوناتها ليست لها بعدا شعبيا جماهيريا،،قوي سياسية لا تعيش الا في كنف السلطة،،اي سلطة،وحركات مسلحة موقعة علي اتفاق جوبا فقدت اي تعاطف مع جماهير الولايات التي تتحدث باسمها بعد ان فشلت في انزال الاتفاق علي ارض الواقع،،علي الاقل في توفير قدر من الامن والامان،،فليس لهذه الحركات اي تاثير في تغيير الاوضاع،،مبلغها من الامر ان تظل في سدة الحكم،،والحكم عند العسكر،،امابقية القوي السياسية فحدث ولا حرج،،حزب الامة القومي فهو لا في العير ولا في النفير،،لا الي هؤلاء ولا الي هؤلاء،،تتجاذب التيارات الفكرية والجهوية داخله،،ميلا الي اليسار يقابله تيار اسلامي يناهض ذلك ويتمسك باصوله،،تيار جهوي يسعي للهيمنة علي الحزب وابعاده عن سيطرة ال المهدي،،يقابله تيار يتمسك باعراف وتقاليد الحزب ويسعي الي ابقاءه تحت سيطرة ال المهدي،،حزب مع قوي الحرية والتغيير وفي ذات الوقت يدعوا الي وفاق اوسع وينادي بالتحاور مع العسكر،،بل ان علاقاته مع العسكر لم تنقطع اصلا،،وصلا مباشرا وغير مباشر،،يؤخذ علي حزب الامة قعوده عن قيادة المبادرات وجمع الصف الوطني،،،اصبح الحزب الكبير ينقاد بواسطة احزاب لا قيمة لها بل عديم الوجود في الساحة السياسية،،صحيح يفتقد الحزب الامام الصادق عليه رحمة الله،،ففي الليلة الظلماء يفتقد البدر،،،
اما الاتحادي الديمقراطي الاصل فقد خرج من ساحة التاثير منذ امد بعيد ونامل ان يعود الي موقعه الطبيعي لا سيما بعد ظهور شخصيات مرموقة في قيادته من امثال البروفيسير البخاري الجعلي، اما المؤتمر الشعبي فبالرغم من جهوزيته ومواقفه الثابته ورؤيته الثاقبه الا انه لم يتصالح بعد مع الشارع فهو في حاجة الي مجهود مضعف لكسب الشارع والتحاور مع القوي الثورية،،
يتسم الوضع في البلاد بالضبابية،،غياب الحكومة،،تغييب المؤسسات،،التدخل الدولي الخبيث،،الانفلات الامني تدهور الاوضاع في دارفور وتضعضع السلام،،الانهيار الاقتصادي،،،اتساع مساحة الخلاف بين الفرقاء،،،
اذن ما العمل؟
بارود صندل رجب/المحامي
التعليقات مغلقة.