حلو و مر السياسة السودانية /عبدالعزيز يعقوب- فلاديلفيا
ماسة نيوز
ayagoub@gmail.com
٢٧ابريل٢٠٢٢
استطاع الشعب السوداني بكل فئاته وقطاعاته, وحتي الإسلاميين انفسهم بمختلف مشاربهم شاركوا في صناعة التغيير ، كما توجد قيادات من المؤتمر الوطني شاركت فعليا في هذا التغيير وتوجد إفادات موثقة من قيادات الحرية والتغيير تؤكد ذلك. لكن جماهير الشباب التي خرجت تطالب بالتغيير كانت تعبر عن غضبها من ضبابية المستقبل، وعدم وجود مشاريع تستوعب طموحاتهم وامنياتهم وامالهم وقد قاد ذلك كتيرا منهم الي الهروب والهجرة من السودان وركوب البحر والموت الي شواطئ أوروبا يمنون انفسهم بالامنيات.
حملت الثورة شعارات اتفق عليها اهل السودان اهمها علي الاطلاق سلمية التظاهر، ووضع شباب السودان قصيدة (البرجوكي ) الشهيرة للشاعر المرحوم يوسف البدوي حمد ابن منطقة بارا ولاية شمال كردفان، والتي حملت شعار “حرية سلام وعدالة” ، ولكن يبدوا ان تقاطع المصالح الشخصية والصراع المحموم وروح الانتقام وقفت سدا منيعا ضد الوصول باهداف الثورة الي غاياتها ولم تسمح الروح العامة السالبة للانتقال بانتاج مشروع تتفق عليه القوي السياسية السودانية يؤسس لعدالة انتقالية وسيادة الدستور والقانون، واقررت الفترة الانتقالية العديد من المظاهر السالبة:
1. روح الانتقام والتشفي السائدة .
2. الروح العنصرية والجهوية السالبة.
3. التفلتات الامنية، والعنف ، والتعامل معها بردود الافعال الشخصية بعيدا عن القانون وسلطة الدولة وهيبتها.
4. ارتفاع اصوات التجزئة والانفصال للبلد الواحد.
5. الاحباط في اواسط الشباب.
6. عجز الدولة والاحزاب وقيادات المجتمع المدني من التعامل مع الدعوات والاساءات العنصرية لمواطني البلد الواحد.
7. عدم مقدرة هياكل الدولة ومؤسساتها المالية، ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية من استيعاب طاقات الشباب نحو التعمير والانتاج.
8. عدم ادانة التدخلات الاجنبية بواسطة مؤسسات المجتمع المدني والاحزاب السياسية في الشان السوداني.
اعتقد بان الفترة أخرجت أسوء ما في جعبتنا من الصراع السالب والاساءات الشخصية والقبيلة والجهوية، ومارس بعض اهل السياسة اقبح انواع الاستعانة بالاجنبي ضد بعضهم البعض ، اما آن الاوان ان نشكل ونعيد صياغة انفسنا وننظر الي حال بلادنا والفرص المهدرة لاستغلال الموارد ليعيش أهلها في دعة من الخير وبحبوحة من العيش تكفل لهم حياة كريمة، واقترح بعض الاقتراحات لاعادة الامل والروح للشباب ولاهل السودان:
1. إستصدار قانون وعقوبات رادعة للاساءات الشخصية والعنصرية والجهوية.
2. ان تقوم الاحزاب وقيادات المجتمع المدني والائمة والشباب بالتوعية لخطورة الاساءات والدعوات العنصرية والجهوية، وكيف انها ستخصم من رصيد الامة وتعيق حركة الانتاج والنهضة.
3. آن أن نفهم بان وجود ١٢٠ حزبا او اكثر و ٨٥ حركة مسلحة او اكثر هو اشكالية في حد ذاته، واعاقة للانتقال الديمقراطي، وهذا الشكل مخل وان يسمح لحزب ان يحوز بالاغلبية .
4. تاسيس تيارات مدنية للحفاظ علي النظام الديمقراطي وسيادة الدستور القانون .
5. تاسيس منصة الاجماع الوطني للتوافق والتراضي حول قيم الدستور وقانون الانتخابات .
6. استنهاض القيم والاخلاق والمورث الشعبي لاهمية العمل الانتاج ، و الحث علي المهن الفنية وايجاد فرص لتدريب الشباب علي ذلك.
7. استنهاض قيم الاسرة واهمية التكافل والتعاضد وقيم النفير والعمل الجماعي والانتاج الاسري.
واعتقد انه اذا تواضع اهل السياسة في السودان وتدافعت معهم منظمات المجتمع المدني يمكنهم ان يخرجوا افضل ما لدينا من اخلاق وتكافل وتضافر ونفير ومروءة ويستطيعوا ان يمحوا من ذاكرة هذا الشعب كل المظاهرة السالبة من العنصرية والكراهية ويخرجون “حلومر” السياسية بمزاج سوداني خاص ومذاق جميل ولذيذ يعبر عنا جميعا.
التعليقات مغلقة.