جنوب دارفور: أضرار بيئية واستخدام مواد كيميائية مخالفة بمناطق التعدين.
ماسة نيوز : نيالا
نيالا: الفاضل إبراهيم
.. كشفت حملة الارشاد التعديني وإزالة الخلاطات والتشوهات الضارة بالبيئة التي اطلقتها الشركة السودانية للموارد المعدنية عن وجود مخالفات بيئية كبيرة بمناطق التعدين التقليدي بمحليتي الردوم وشرق جبل مرة بولاية جنوب دارفور.
وقال رئيس الحملة ومسؤول الولايات بالشركة مهندس عباس التجاني عابدين إن الحملة بدأت منذ اكثر من عام نتيجة ظهور إشكالات ومخالفات عديدة في نشاط التعدين التقليدي وورود شكاوى بذلك وقد اولت الشركة اهتماماً كبيراً بالامر حيث بدأت بنهر النيل والشمالية باشراف مباشر من وزير التعدين والمدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية، واوضح عابدين في تنوير صحفي بنيالا إن هنالك أسباب كثيرة دفعت الشركة لتوجيه الحملة لجنوب دارفور منها ان معظم النشاط بمناطق التعدين تقليدي وتتم المعالجة بطريقة عشوائية وفوضوية ، في وقت أكد فيه ضبط كميات من المواد الكيميائية الضارة بصحة الإنسان والبيئة في نقاط العبور بالولاية، مضيفاً ان بعض هذه المواد تتم إستجلابها من دول الجوار، لافتاً إلى ان الحملة عملت في جانبين إرشادي وتوعوي للمعدنين والمجتمع المحلي لجهة ان جزء كبير من المشكلات تتعلق بعدم التوعية وخطورة هذه المواد المستخدمة، مشيرأً إلى ان حملة الازالة بدأت من سوق اغبش الذي ضبط فيه مواد كيميائية كبيرة وعلى اثرها تم فتح بلاغات في مواجهة عدد من اصحاب هذه المواد فيما هرب بعضهم ما يؤكد ارتكابهم لمخالفات تعاقب عليها القانون، مضيفاً ان الحملة التي استمرت لثمانية أيام شملت كذلك مناطق آخرى منها كفي كنجي و سرفاية وضرابة وثريا، ورسم عابدين صورة قاتمة للواقع البيئي بمحلية شرق جبل مرة منطقة كدنير التي قال انهم وجدوا بها عدد (6) خلاط بجانب كميات من مادة السيانيد وغيرها من المواد الكيميائية، واضاف (وجدنا تلوث كبير وقد يؤدي الى كارثة بيئية بالمنطقة) وكشف عن ضبط (3) برميل سيانيد ومثلها ذنك متجهة الى مناطق التعدين، وأكد ان الحملة ستستمر حتى تحقيق اهدافها بازالة اي خلاط عشوائي بالولاية وتابع (الشركة تشجع الانتاج لكن وفق الضوابط التي تصدر من الشركة بواسطة ادارة البيئة والسلامة) .
من جانبه ابان مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية بالولاية حافظ إبراهيم دبكة ان اغلب النشاط التعديني بالولاية تقليدي يقوم بها المواطنون بينما تتدخل الدولة لحمايتهم وتنظيمهم والمحافظة على سلامتهم والبيئة، وذكر دبكة ان الدولة تتحصل فقط 10% رغم ان القانون يمنح 20% وعزا ذلك لظروف الولاية، مضيفاً ان الشركة وجهت موظفي التحصيل بعدم الدخول مع المعدنيين في اي مشكلات، موضحاً ان
الايرادات يتم تقسيمها مناصفة بين حكومة الولاية والاتحادية، ولفت دبكة الى ان هذه القسمة سببت لهم
بعض المشكلات مع المجتمع المحلي لانهم يعتقدون ان الشركة تاخذ الضرائب والتحصيل دون تقديم خدمة، الامر الذي دفع المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية لتغيير هذا النظام وطلب من وزير المالية إعادة تقسيم الانصبة ووافق على ذلك بان منح المحلية 20% والولاية 20% والاتحادية 40%، مؤكداً انهم قاموا بتنفيذ القرار منذ شهر نوفمبر بعد ان الزم المحليات بفتح حسابات خاصة بذلك، واعلن دبكة عن إقامة ملتقى تفاكري لولايات دارفور الخمس بجنوب دارفور سيتم من خلاله مناقشة فرص الإستثمار التعديني والتحديات وقد كونت لجنة خاصة لإعداد الملتقى الذي وصفه بالمهم، وقدم شكره لحكومة الولاية التي قال انها قدمت الدعم اللازم لانجاح الحملة، التي حظيت باهتمام كبير من الشركة السودانية للموارد المعدنية و وزارة التعدين.
فيما قال ابراهيم سيد احمد من ادارة البيئة والسلامة بالشركة السودانية ان
الحملة كشفت مخالفات بيئية كبيرة جداً في مناطق التعدين تقشعر منها الابدان، بجانب ظاهرة عمالة الأطفال، واوضح انهم قاموا بعمل حشد جماهيري في الردوم وشرق الجبل بغرض ايصال رسائل توعوية مركزة بجانب لقاءات حول الاختناقات وكيفية تقليل الحوادث بالمناجم فضلاً عن مخاطر الحريق واستخدام مادة الزئبق والسيانيد والسيوريا وخطورتها واضرارها بالنسبة للانسان والبيئة وكيفية الوقاية منها.
التعليقات مغلقة.