اليوم العالمي للمراة!!بارود صندل رجب/المحامي

ماسة نيوز : الخرطوم

منذ اكثر من قرن من الزمان،والناس في كل انحاء العالم يحتفلون بيوم خاص بالمراة وهو اليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس من كل عام والذي يصادف ذكري حراك عمالي ومسيرة احتجاجية خرجت فيها خمسة عشر الف امراة في عام 1908الي شوارع نيويورك الامريكية للمطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الاجور والحصول علي حق التصويت في الانتخابات….ودفع ذلك الحزب الاشتراكي الامريكي في العام التالي لاعلان هذا اليوم كاول يوم وطني للمرأة ويصبح بعدها حدثا سنويا تعترف به الامم المتحدة،،،ويحمل اليوم العالمي للمرأة هذا العام شعار كسر التحيز وتهدف الاحتفالية الي تسليط الضوء علي واحدة من المشكلات التي تواجهها المرأة حول العالم ومحاولة اشراك الجهات الدولية والحكومات ومنظمات المجتمع المدني وحتي الافراد في ايجاد انجع الوسائل والحلول والعمل علي تضافر الجهود للقضاء علي مثل هذه الظاهرة.
ونحن بدورنا نحي المرأة السودانية علي نضالها وسعيها في انتزاع حقوقها المشروعة وتبوئها مكانتها الطبيعية في المجتمع علي قدم المساواة مع الرجل فهن شقائق الرجال كما اكد علي ذلك رسولنا صلي الله عليه وسلم قبل ان تعرف البشرية حقوقا للمراة،،،جاء الاسلام محررا للناس وبالاخص المرأة التي كانت في ذلك الوقت يدور النقاش حول هل المرأة انسانة ام شيطانة،،،وكانت تورث كالمتاع،،،لو تدبرنا نجد ان الاسلام اعطي المراة كامل حقوقها ورفعها مكانا عليا،،صورة باسم النساء،،ووردت اسم امراة كاملا، مريم بنت عمران ولم يرد فيه اسم رجل رسولا ولا نبيا ولا غير ذلك كاملا،،،وان ركنا من اركان الحج الاكبر،،السعي هو تقليد لفعل امراة امنا هاجر،،،.يسئل رسولنا صلي الله عليه سلم من احق الناس بالصحبة،،فيرد،،امك،،امك،امك ثلاثا ثم ياتي الرجل،،،،نحمل كل هذا الارث وننجزب لثقافة الغرب وينبهر العلمانيون بالمراة الغربية التي اصبحت سلعة تباع وتشتري،،،اليوم يضعون المرأة في واجهات المحلات حالها كحال محلات بيع الحيوانات،،تتعري من جميع ملابسها ليستاجرها من شاء من مرضي الشهوات،،
اننا وبابتعادنا عن نهج الاسلام القويم،،ادي الي اشاعة الاقوال الضعيفة والمذاهب العسرة ورجحت الاراء التي كانت مرجوحة ايام الازدهار الثقافي الاول حتي فهم الناس ان الاسلام اذا حكم عاد الي الدنيا التزمت والجمود،،،وان الاستبداد قديما وحديثا تسرها الخلافات الفقهية التي لا تمسها،،هل لمس المرأة ينقض الوضوء ام لا، هل مرور المراة بين يدي المصلي يبطل الصلاة،،،ان حكام الجور يتمنون لو غرق الجمهور في هذه القضايا فلم يخرج،لكنه يشعر بضر بالغ عندما يقال هل يعيش الناس كما ولدوا احرارا ام تستعبدهم سياط الفراعنة حينا ولقمة الخبز حينا،،،ان الفوضي الذي نعيشه ليس المسئول عنه الاسلام بل ان بعضا من المدافعين عن الاسلام وقفوا محامين عن هذه الفوضي الموروثة،،معركة الحجاب والنقاب،،مع ان الاسلام اوجب كشف الوجه في الحج،،،والفه في الصلوات كلها،،هذه المعارك الانصرافية اقعدت الامة عن عظائم الامور،،ولولا بعض علماء التجديد من امثال الشيخ الترابي،،والشيخ محمد الغزالي والقرضاوي وثلة من المحدثين الذين ازالوا عن الفقه ركام التخلف والتشدد لاختفت الاعمدة التي تقوم عليها العلاقات بين الرجال والنساء،،،قوله سبحانه وتعالي(لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثي)(من عمل صالحا من ذكر او انثي فلنحيينه حياة طيبة)وقول الرسول صلي الله عليه وسلم(النساء شقائق الرجال)وليس لأحد ان يجعل رأيه دينا فهو رأي فحسب،،ينسب لابن حزم قوله(ان الاسلام لم يحظر علي امرأة تولي منصب ما حاشا الخلافة العظمي)والبعض رد علي كلامه بانه مخالف لقوله تعالي(الرجال قوامون علي النساء)ففي فهمه انه لا يجوز ان تكون المرأة رئيسة رجل في اي عمل،،،،مع ان عمر بن الخطاب ولي قضاء الحسبة في سوق المدينة للشفاء،،كانت سلطتها مطلقة علي اهل السوق رجالا ونساء تحل الحلال وتحرم الحرام وتقيم العدالة وتمنع المخالفات،،،القوامة في البيت والاسرة،،،العبرة ليست في الذكورةوالانوثة ولكن الاصل ان يرأس الدولة أكفأ انسان في الأمة،،،اننا لسنا مكلفين بنقل تقاليد وعادات عبس وزبيان اننا مكلفون بنقل الاسلام وحسب،،التحية للمراة،،اما وزوجة واختا وابنة،،وهي تناضل وتكابد وتواجه مصائب الحياة وهي اكثر تاثرا،،بالحروبات،،الفقر الظلم القهر الاستبداد،،،اللجؤ النزوح وهلموجرا،،،ونبشرهن ان فجر الخلاص قد اسفر،،،وان مساواة المرأة بالرجل اصبحت واقعا معاشا،،،تتربع علي قيادة المؤتمر الشعبي الحزب الاسلامي الابرز امراة،،عالمة البروفيسيرة نوال خضر ولم يعترض احد لاهمسا ولاركزا،،،

التعليقات مغلقة.