أسآفين .. بناء الأحزاب : ابراهيم عثمان ابراهيم

ماسة نيوز

 

يعتبر بناء الأحزاب ضرورةٌ تقضيها المرحلة الآنية والمستقبلية التي تعقب فترة الانتقال لتكون أحزاب مهيئة للإنتخابات بنهاية فترة الانتقال، حيث يختار الشعب من يحكمه، الا ان الاحزاب السياسية الحالية تركت عملية البناء التنظيمي جانباً وعمدت إلى التهافت للحصول على المقاعد والمناصب في الفترة الانتقالية، مما ادى الى تشاكسها ومطالبتها بمد امد الفترة الانتقالية، في إشارة واضحة لعدم جاهزيتها للانتخابات والمران الديمقراطي، اما لضعفها وهوانها، وإما لعدم وجودها الفاعل في أرض الواقع، فمعظمها لم يتجاوز أحياء وسط الخرطوم ناهيك عن أطرافها وولايات السودان الأخرى.

بيد ان حزب المؤتمر الشعبي بعد ان دفع بمبادرته ورؤيته لفترة الانتقال طفق ينشط في بناء قواعده التنظيمية على مستوى ولايات ومحليات السودان المختلفة،
فلو ان الاحزاب اتفقت على برنامج إدارة الفترة الانتقالية ثم انصرفت لبناء قواعدها لإنصلح الحال.

ولأنّ الشكوى من حكم العسكر وتسيده المشهد السياسي لن يحلها إلا وجود دور فاعل لقوى سياسية فاعلة، يومها يتفرغ العسكر لمهامه العسكرية ، وهذا لا يتأتى الا بعد ان تتوافق احزاب السودان على إدارة مرحلة الانتقال.
وكذلك الحركات المسلحة هي الاخرى تشكل عائقا في عملية الانتقال والانتخابات القادمة اذ كيف تمضي البلاد إلى انتخابات وبها أكثر من جيش!!!؟
فهذا الامر يحتاج الي ترتيبات امنية دقيقة تضمن وحدة الجيش وعقيدته، وأن تتحول هذه الحركات الي أحزاب سياسية، ان أرادت دخول حلبة المنافسة الانتخابية .

الانتخابات القادمة إن قامت سيكون الفيصل فيها البرنامج ومن ثم أصوات الناخبين وهذا ما تخشاه بعض الاحزاب التي تسنمت ثورة الشباب ولا تملك عضوية بعدد أصابع اليد الواحدة.

تظل المسؤولية تاريخية للاحزاب السياسية لإنتشال البلاد مما هي فيه وتقديم برامج من شأنها تطوير البلاد ونهضتها، ولايتم ذلك إلا بالاتجاه نحو القواعد والبناء لا بالفهلوة والتعيين.

التعليقات مغلقة.