الي اين تتجه المبادرة الاممية!!بارود صندل رجب/المحامي

ماسة نيوز

فشلت القوي السياسية في التوافق علي ادارة الفترة الانتقالية بما تودي الي التحول السلس نحو الديمقراطية المستدامة،،هذا الفشل فتح الباب للتدخل الاممي فالتقط القفاز المبعوث الاممي فالكر مطلقا مبادرة لجمع الفرقاء علي مائدة واحدة،،،هذا الاطلاق كان بمثابة إلقاء حجر ضخم في بركة السياسة الراكدة فحركت المياه واتسعت دائرتها،،،هذه المبادرة وتبعا للوضع المازوم في البلاد قبلتها اطراف كثيرة،،،مجلس السيادة،،،قوي الحرية والتغيير الميثاق الوطني الاحزاب الكبيرة،،حزب الامة والاتحادي الديمقراطي الاصل والمؤتمر الشعبي،،اما الحزب الشيوعي وتوابعه من امثال تجمع المهنيين وبعض منظمات المجتمع المدني،،فقد رفض المبادرة جملة وتفصيلا،،،اما قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي،،فقد رحبت في الاول بالمبادرة من حيث المبدأ وانتظرت تلقيها المبادرة بصورة رسمية حتي تبدي رأيها،،ثم اشترطت موافقتها علي المبادرة بموافقة لجان المقاومة،،،واخيرا وافقت علي الانخراط في المبادرة،،لم تنتظر راي لجان المقاومة وكعادتها لم تثبت علي حال،،، بها مساس من طمع،،،
وفي تقديري فان المبادرة حرك جمود وانسداد الافق السياسي،وفي ظني فان لجان المقاومة قد شبت عن الطوق فهي قادرة علي اتخاذ الموقف الوطني،،وإنها لا تساير احدا فهي عصية علي الاحتواء،كل المحاولات والحيل واللعب علي الدقون التي مارستها قوي اليسار لاحتوائها باءت بالفشل،،واصبحت هذه اللجان قوة لا يستهان بها،،،ولا تقبل ان تلدغ من ذات جحر قوي الحرية والتغيير مرة اخري،،،وبانضمام لجان المقاومة للمبادرة يكون العقد الوطني قد اكتمل تماما،،
احسب ان المعضلة في احداث اي اختراق في جدر الوفاق يتوقف علي دور ألقوات المسلحة ومهامها خلال الفترة الانتقالية وما بعدها،،وكذلك علي دور قوي الحرية والتغيير بشقيها،،قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي تضعضعت كثيرا وفقدت كل بريقها ومع ذلك ليس مستحبا ابعادها تماما ولكن يجب وضعها في علبتها الحقيقية،،،هي تعرت من تلقاء نفسها،،مازالت تحوم حول حمي السلطة تبحث عنها بكل الحيل،،،فهي تعارض العسكر وتتمسك باللاءات الثلاث لاتفاوض لا شراكة لا شرعية وتسعي باليل مع العسكر تعسعس،،هكذا انكشف حالها وازيل ستار السرية بواسطة حلفاء الامس،،،تجربة قوي الحرية والتغيير خلال سنوات الثورة،،لا احد يرغب في اعادتها البته،فهي اس المشاكل التي تعانيها البلاد اليوم،،لم تتعظ ولم تعتبر،،،وتاتي اليوم بقوة عين تحسد عليها لتملي شروطا،،تشترط ابعاد المؤسسة العسكرية من اي دور سياسي خلال الفترة الانتقالية،،،صحيح في ظل الحكم الديمقراطي لا مكان للمؤسسة العسكرية ان تلعب اي ادوار سياسية،ولكن تجربة الانتقال في السودان تواترت علي وجود ادوار للعسكر كون ان الثورات ما كانت تستطيع العبور والاطاحة بالانظمة المستبدة الا بانحياز العسكر لمطالب الجماهير وبالتالي فهي تساهم في الانتقال الديمقراطي،،،العسكر وعلي الدوام هم صمام امان للانتقال،،،تصور لو ان كل السلطة الت الي قوي الحرية والتغيير عقب الاطاحة بالنظام البائد،،كيف يكون
حال البلاد؟،اغلب الظن لذهب ريحها واصبحت اثرا بعد عين،،،نحن نستوعب موقف قوي اليسار من المؤسسات العسكرية فهي تريد تفكيكها واعادة هيكلتها،،،وكذلك لا نستغرب من موقف بعض العملاء الصغار فهم صدي لقوي اقليمية لا تريد للبلاد خيرا وتخشي ان تنداح الديمقراطية والاستقرار في البلاد وبطبيعة الحال تنتقل العدوي اليها وهي في خصام ابدي مع الحكم الديمقراطي،،الذي يحير اولي الالباب هو موقف حزب الامة القومي هذا الحزب رغم عراقته ومنهجه اصبح تبعا لشذاذ الافاق من الشيوعين والبعثين والناصرين والجمهورين،،ولفيف من صعاليك السياسة الذين ليس لهم قدم صدق ولا باع لا في نضال ولا تجربة عملية،،،وقد اظهروا همجهم في ادارة البلاد،ما الذي يدفع حزب الامة لهذه المهانة،،حقا وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر لله درك يا امام،،،لو علمت ما احدثه حزب الامة من بعدك سوف تتقلب في قبرك حسرة،،،،انتظر الناس هذا الحزب لينتفض ويقود البلاد ويخرجها من ازماتهاولكن هيهات!!
نعود للعسكر ونقصد المجموعة العسكرية الحاكمة والتي يسمونها المكون العسكري،،،هذه المجموعة وبالرغم من انها كانت تمثل اللجنة الامنية للنظام البائد الا انها انحازت للجماهير،،ولكنها انحرفت عن مسارها حين تقاسمت السلطة مع قوي الحرية والتغيير كما لو انها فصيل سياسي وهذا خرق فاضح لدور المؤسسة العسكرية وتجاوز لحياديته ووقوفه علي مسافة واحدة من الحميع،،،تحالفت المجموعة العسكرية مع قوي الحرية والتغيير واقصت القوي السياسية المؤثرة،،،والنتيجة ماثلة للعيان،،،اتيحت فرصا للعسكر لاستعدال الصور المقلوبة لكنه عجز عن ذلك،،وحتي انقلابه الاخير اصبح وبالا علي البلاد،،،،تعيش البلاد اليوم بلا حكومة،،،اين مركز السلطة اليوم،،مجلس وزراء بلا راس،،،وثيقة دستورية خرقت ويستحيل حيصها،،،مجلس سيادة لا تحرك ساكنا الا بامر العسكر فهو طوع بنانه،،ويجنح العسكر الي السيطرة والتسلط،،،طريقة تعاملهم مع المظاهرات،،،الاعتقالات السياسية التي لا تسندها اي قانون فضلا عن الوثيقة الدستورية،،ضيقهم من الاعلام الحر،،،سحب ترخيص قناة الجزيرة مباشر،،،تدخلهم في العمل التنفيذي المباشر،،،حتي اختصاصهم الطبيعي الاصيل،،اصابه القصور الفاضح،،،تضعضع الامن الي درجة تهديد الامن القومي وسلامة البلاد،،،،الخلاصة ان المؤسسة العسكرية في حاجة ماسة الي الاصلاح الحقيقي،،،وهذا الاصلاح ليس شانا عسكريا فحسب بل شان الحكومة المدنية وشان الشعب كله،،،لسنا من دعاة شيطنة المؤسسات العسكرية،،،ومن باب اولي لسنا في عداء معها،،لن نسلك مسلك قوي الحرية والتغيير في النيل من كرامة هذه المؤسسة والتي رغم اخطائها حافظت علي بيضة البلاد،،،،
وعطفا علي ما ذكرناه من الاخطار التي تواجه المبادرة،،نضيف ان الخشية كل الخشية في ان المجتمع الدولي ربما يسعي لانتاج او احياء قوي الحرية والتغيير وفرضها علي البلاد والعباد،،اي محاولة لترميم قوي الحرية والتغيير تعني اعادة الامور الي نقطة البداية،،،،المتابع للاحداث والتغيير المتتالي للمواقف يستشف ان امورا تدبر من وراء الستار،،،،بيان قوي الحرية والتغيير يستنجد بالمجتمع الدولي لاسقاط الانقلاب،،،ويدعوا الي الية دولية،،تكون قيمة علي الحوار،،،، الكلام عن الدستور الجديد،،،وهلموجرا،
ان اي حوار خلاف حوار سوداني سوداني يعني التدخل في شاننا،،واملاءات لا يقبلها غالب اهل البلاد،،وان اي محاولة يائسة لاقصاء اي فصيل تودي الي وأد المبادرة،،،،
هذه مجرد مخاوف يجب استصحابها واخذها بعين الاعتبار،،،

التعليقات مغلقة.