*برنامج التعافي الوطني الديمقراطي السوداني – ١* عبدالعزيز يعقوب- فلادليفيا
ماسة نيوز
٥ يناير ٢٠٢٢
ayagoub@gmail.com
ارنست هنغوفاي كاتب روائي امريكي وصحفي فاز بجائزة نوبل عام ١٩٥٤ وانضم للجيش الامريكي وتنقل في كثير من دول العالم وخصوصا اروبا وعمل مراسلا صحفيا في فرنسا وزار افريقيا وكان مغرما بالصيد ومصارعة الثيران وصيد الاسماك اكتسب تجارب عديدة وادار حوارات كثيرة مع الشباب انذاك وكانوا في غاية الاحباط حينها وقال احدي اقواله الماثورة “اذا عرفنا كيف فشلنا سنفهم كيف ننجح” وهو بديهي ولكن يبدو من تجارب الانسان ان ذلك البديهي صعب وعسير للفهم عند الكثيرين.
تجارب الشعوب في كوكب الارض متباينة ودائما تبتكر وسائل مختلفة تسعي بها في الوصول الي شواطئ الامان والرفاهية والنجاح وكلها متفقة في التطلع نحو حياة جيدة تحفظ للانسان كرامته وتقدم له افضل الخدمات في المطعم والملبس والعلاج والتعليم وفرص العمل والتطور وتحقيق السعادة بالمقاييس الانسانية و يستوي في ذلك الجميع بغض النظر عن الموقع الجغرافي واللون والجنس والدين.
في طريق المسير نحو رفاهية الانسان وتحسين اوضاعه الحياتية واجهت الشعوب والحضارة الانسانية تنافس شرس بدأ بين الانسان واخيه الانسان وتطور هذا التنافس بشكل مخيف استبانت فيه نزعة الانسان الشريرة في الاستحواذ علي السلطة والثروة وقاده ذلك السلوك الغريزي غير المنضبط في الدخول في حروبات عديدة وابتكار وسائل متوحشة وسن لها اعراف وتقاليد كالسُخرة والرق والتجييش والقتل واظهار القوة الساحقة والتفاخر ، ولكن كل التسلسل التاريخي الذي يحمل الخير والشر للانسان وللحضارات اثبت ان هذا الانسان تمكن ونجح في ظروف تاريخية واستطاع تكريم الانسان في بعض دول العالم المتقدم وان ذلك لم يتم انجازه بالقهر والتسلط والاقصاء والتنطع وانما بالتوافق والحوار والاهداف الكلية والقواسم المشتركة والمشاريع الوطنية للتنمية واحكام الدساتير والاعراف واستنباط القوانين التي تكفل الحريات وتحقق العدالة وتعزز التعاون وتنبذ العنصرية وترحم الاطفال والعجزة والمعوقيين وتُعلي وتُحث علي قيم الانتاج الذي اصبح اليوم هو المقياس الحقيقي للامم فالامة التي لاتنتج وان كانت تسبب ضجيجا فهي ليست موجودة وتصبح هدفا للاطماع الشريرة وقوي الظلام العالمية.
من الواضح اننا في السودان لازالت تسيطر علينا كمية كبيرة من الانانية والتنافس المدمر وبقايا من المجتمع الجاهلي البسيط الذي تسمو عنده قيم العصبية القبيلية والبداوة الساذجة وعدد مهول من انصاف المثقفين من ذوي الثقافة السمعية والذين لازالت عقدة الافندي والمتعلم القائد الملهم الذي يتبعه قطيع القبيلة او الحزب من الرجرجة والدهماء ظنا منهم بانه Superman السوبر مان العادل الذي سوف يخرج الناس من الفقر الي الغني وانه بحزمه وفكره الاحادي البائس هو المنقذ الوحيد ويحاول ان يوهم نفسه والتابعين بانهم لايريدون سلطة ويكذبون و ينافقون علي انفسهم وشعوبهم بشكل مذهل وعظيم، و ظللنا نحن اهل السودان نتجرع منه السم الزعاف وحالنا باين لايخفى عليك وعليه وعليهن وعليكم جميعا.
اضافة الي ما سبق من المشاكل التي اوردتها اعلاه وعانت منها كثير من دول العالم، ولكن المراقب للشان السوداني لابد وان انه لاحظ واستوقفته مجموعة من الازمات الخاصة في تركيبه الشخصية السودانية فيها قدر مهول من التنافس ” competition “ يقود الي الحسد ” envy” الذي رسخته ادوات التعليم التي تصفق للاول وتزف الطيش مما قاد الي تنافس سلبي استمر في كل المجالات الحياتية واثر بشكل بالغ ومعقد في شكل المجتمع والتفاعل بين عناصره وعلي الاعتماد في العمل علي نظام العمولة “commission “ والسمسرة وليس المهن والحرف الفنية ً ونظام العمولة والسمسرة لا يحتاج الي مواهب ومهارة وحرفية وادي ذلك للاخلال بالانتاج وعلاقته المرتبطة بتطور مهارات الحرفيين والعمال والفنيين وتطوير امكانيات البلاد الرعوية والزراعية وانعكس علي الانتاج الفقير في اكبر رقعة جغرافية صالحة للزراعة في محيطنا الافريقي والعربي واصبحنا للاسف نستجدي طعامنا و كسائنا ودوائنا مما اغري الي ان يسيل لها لعاب دول صغيرة واخري كسيحة تري الفرصة والفريسة والموارد المهدرة في بلدنا البائس واحزابه المهترئة وشعبه غير المنتج الذي يهدر الفرص الواحدة تلو الاخري للنهوض وتحقيق النمو الاقتصادي بالامكانيات المهولة علي ظاهر الارض وباطنها اضافة الي الامة الشابة اذ ان اغلب سكان البلاد ٦٥٪ تقريبا اعمارهم بين ١٧-٥٠ عاما. وذلك واحد من اهم عوامل النهضة. *نواصل.*
التعليقات مغلقة.