وتتوالي حلقات مسلسل استقالة حمدوك!!بارود صندل رجب/المحامي

ما زلنا نتابع حلقات مسلسل استقالة حمدوك،هذه الحلقات شغلت الراي العام بل اقعدت البلاد عن مواجهة المشاكل التي بعضها اخذة برقاب بعض،،،والغريب ان مخرج المسلسل ممتنع عن الظهور فضلا عن الكلام المباح الذي يبين الهدف من المسلسل وما يمكن ان يحققه من مصلحة للبلاد،،،مع ان الوقائع تشير الي ان مصلحة البلاد تكمن في سرعة تشكيل الحكومة والسعي لاستكمال هياكل الحكم الانتقالي،،وادارة حوار شامل مع كل منظومات اهل البلاد لتحقيق قدر من الوفاق يدفع الي تسهيل الانتقال السلس الي الديمقراطية،،،
سبق ان وعد رئيس الوزراء بتشكيل الحكومة خلال اسبوعين من توقيعه علي الاتفاق مع البرهان،،،ولكنه فجاءة نسي الوعد وضرب به عرض الحائط وانصرف الي انتاج مسلسل الاستقالة،،،وفي حلقة جديدة اشترط سعادته للكف عن الاستقالة والتهديد بها، ان تتوافق القوي السياسية علي حلول تخرج البلاد من ازماتها،،وذلك خلال اربع وعشرون ساعة!!
لم يوضح سعادته اي قوي سياسية يقصد!!وقد فهم من بعض التسريبات انه يقصد قوي الحرية والتغيير،،،وكيف لهذه القوي ان تتوافق بعد المياه التي جرت وجرفت كل ثقة بينهم خلال اربع وعشرون ساعة،،بينما فشلت خلال ثلاث سنوات ان تتوافق علي الهيكلة فضلا عن برنامج متفق عليه،،،هذا من ومن ناحية اخري فان بعض هذه القوي قد نفضت يدها تماما من الوقوف معه بعد مواقفه الداعمة للانقلاب،،،وهب انها هرولت لبعض وتجاوزت خلافاتها واصبحت علي قلب رجل واحد رهبة من حمدوك او رغبة فيه!! فما الذي تدعوها للتمسك به،،،ماذا فعل حتي يكون الخيار بل المنقذ،،،تطبع الرجل علي انفاذ الخطط الجاهزة والمفصلة من دون ان يبذل اي جهد في التخطيط والمبادرة،،هكذا تطبع من عمله السابق في المنظمات،،،لم يتغير خلال سنوات الحكم قيد انملة،،لذلك عندما انفض سامر الحلفاء من حوله،،،وقف الرجل حائرا لا يدري ما يفعل،،،قاله بلسانه انه عاجز عن تشكيل الحكومة لان القوي السياسية لم تتوافق بعض!!في الوقت الذي لم يبادر لجمع هذه القوي اواستلام مبادراتها والنظر فيها ومحاولة التوفيق بينها،،،ظل الرجل صائما عن الكلام بل معتكفا في منزله،،،ويطلق بين الفينة والاخري حلقات مسلسل الاستقالة،،،والحق ان العيب ليس فيه ولكن في سماسرة السياسة الذين يسعون بالباطل لاثناءه عن الاستقالة،،الرجل ليس لديه ما يضيف فقد نفد كنانته خلال ثلاث سنوات العجاف والشداد فلماذا يصرون علي عام ونصف من عمر الفترة الانتقالية وهو لا يستطيع ان يحوله الي عام يغاث فيه الناس ويعصرون دعوه يمضي الي سبيله الاممي،،فقد حجز مقعده هنالك فهنيئا له،،،
تترنح البلاد وتهب عليها الرياح من كل جانب تكاد تقتلعها وتقلبها راسا علي عقب كانها اعقاب نخل خاوية ورئيس الوزراء ما زال يضرب اخماسا في اسداس وهو لا يدري ما يفعل،،،وكل اناء بما فيه ينضح،،،،