ذهاب حمدوك هو بداية الطريق!!بارود صندل رجب/المحامي

ماسة نيوز : الخرطوم

بعد اكثر من عامين من عمر الثورة نشهد انسدادا للافق السياسي بل فقدانا للوجهة والبوصلة،،،كل المحاولات التي جرت لاعادة مسار البلاد الي الطريق الصحيح باءت بالفشل،،،تالق الناس اول مرة بالثورة املا في تغيير حقيقي يقود الي اصلاح الحال ولكن الذين تولوا القيادة انحرفوا عن المسار ملقين بخيبة امل مثقلة علي روؤس الجميع،،فبدلا من التقدم الي الامام ارتدوا بنا الي الخلف،،،بل الي الدركات،،،وفي ظل الهرج والمرج اطل علينا اتفاق سلام جوبا وبالرغم من انه لم يحقق سلاما شاملا الا ان القدر اليسير الذي تحقق،،،انعش الامل في نفوسنا وكان المتوقع حسب نصوص الاتفاق وتصريحات قادة حركات الكفاح المسلح ان يعاد النظر في تركيبة منظومات الحكم بحيث تضم قطاعا واسعا من الطيف السياسي والاجتماعي وان يعاد النظر في الوثيقة الدستورية ببديل دستوري يعبر عن توافق مجتمعي،،لم يحصل شئي من ذلك،،بل تم رتق الهياكل بالحاق قادة الحركات بركب السلطة،،،ولا شئي سوي ذلك،،،
النتيجة الطبيعية ان ازدادت التوترات والتجاذبات بصورة قد تهدد البلاد في سيادتها ووحدتها،،وامام عجز القادة بل تقاعسهم في التصدي للمخاطر،،،وانشغالهم بسفاسف الامور،،
اقدمت القوات المسلحة علي الانقلاب مع ان هنالك عدة طرق لاحداث التغيير واعادة الثورة الي مسارها دون اللجوء الي فرية الانقلابات ذلك بما توفرها الوثيقة المهترئة،،،ولكن العسكر استسهلوا ما يجيدونه،،،،هذا الانقلاب ليس كغيره من الانقلابات التقليدية، فتح مجالا لعودة سريعة للحكم المدني بالاضافة الي التعجيل باستكمال هياكل الحكم الانتقالي التي غيبت طيلة الفترة الماضية،،،ولكن جاءت الرياح بما لا يشتهيه اهل البلاد،،،ذهبت وعود المواقيت المضربة سدا،،لم يتحقق شئي مما ورد في خطاب الانقلاب الذي القاه قائد الجيش،،،مضي شهر كامل بعد الانقلاب ولم نشهد اي بادرة للخروج من المازق،،بل زاد فتق الانقسام،،ولم يفقد الناس الامل بعد،،بل تطلعوا الي منقذ يستطيع الامساك بكل الاطراف ولملمتها تحت مظلة الوفاق كان الظن ان يتوافق العسكر والقوي المدنية علي شخصية مستقلة تتمتع بالكفاءة اللازمة والخبرة المركوزة لقيادة السفينة الي بر الامان،،،ولكن بعد اللت والعجن وتدابير الليل في الغرف المظلمة ووسوسة التدخلات الاقليمية والدولية الخبيثة، عدنا الي مربع الفشل،،،اعادة حمدوك الي سدة الحكم،،،،كانت خطوة غير موفقة،،،ليس في جعبة الرجل لا الحكمة ولا القدرة علي اعادة الامور الي موضعها الصحيح،،،يفتقر الرجل الي غالب صفات القائد لم يتعلم شئي من فترة حكمه،،،اكثر من سنتين سنة ثالثة سياسة،،،وقد اثبتت الايام بعد عودته ضعفه وقلة حيلته،،،وعد بتشكيل حكومة جديدة في غضون اسبوعين،،،وبعد مضي اكثر من شهر عاد الرجل ليقول انه عاجز عن تشكيل الحكومة ملقيا اللوم علي القوي السياسية التي لم تتوافق وياتوا اليه مزعنيين!! وكيف تتوافق القوي السياسية وهي لم تلتقي ولم تتلقي دعوة للحوار لا من رئيس الوزراء ولا قائد الجيش،،،سعادة رئيس الوزراء انصرف منذ عودته البائسة الي مناهضة قرارات قائد الجيش واستبدالها باخري تاتي باشخاص من ذات الصنف من الذين اوردوا الفترة الانتقالية الهلاك،،، لم يبارح الرجل موقعه القديم،،،يلتمس ود حاضنته السياسية ببذل العطايا ومناكفة العسكر لعلهم يرضون،،،ولكن هيهات!!سدت الابواب من بين يديه ومن خلفه حتي اصدقاء الخارج واؤلياءه تخلوا عنه وامسكوا عن اعانته ولو ببعض الفتات،،،تقطعت به السبل فلم يجد بد من استقالة تحفظ له ماء الوجه،،،يجب ان يقابل هذه الخطوة بقطع دابر اي مبرر في تراجعه افسحوا له الطريق للانصراف،،

ذهاب هذا الشخص يعد البداية الحقيقية والصحيحة لعودة روح الثورة،،والا سيظل التخبط والسير منكبين علي الوجوه،،،
سيظل شباب الثورة في الميدان والشوارع لا تخون وعزيمتهم لا تفتر ابدا،،،بعد ذهابه الي حال سبيله يجب التحاور اولا مع هؤلاء الشباب الذين شبوا عن طوق الاحزاب التي سرقت الثورة من قبل،،،هم العضد والسند فليختاروا من يرونه اهلا لقيادة البلاد ومعه لادارة حوار مع القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني وسائر القوي الاجتماعية ومع القوات النظامية بحثا عن توافق وطني يفضي الي ميثاق وطني جامع،،،يرسم معالم لدولة مدنية كاملة الدسم،،،ويضع القوات المسلحة في موضعها الصحيح كحامي حمي البلاد وصون سيادتها وحماية النظام الديمقراطي،،،،
هذا هو الطريق وغيره سبل متفرقة….

التعليقات مغلقة.