عودة حمدوك : بارود رجب صندل المحامي

ماسة نيوز

اخيرا وافق حمدوك علي العودة لرئاسة الوزراءوقد وقع علي اتفاق سياسي مع البرهان هذا الاتفاق الثنائي حقق للطرفين بعض المكاسب استطاع البرهان التغطية علي انقلابه والنجاة من اي عقوبات دولية محتملة كما استطاع تحقيق مكاسب اخري في استمراريته في رئاسة مجلس السيادة حتي نهاية الفترة الانتقالية،،،،وبالمقابل حافظ حمدوك علي ماء الوجه كون انه لم يعاد تعيينه بقرار من القائد العام وان قرار حل مجلس الوزراء لم يشمله،،،
اما الاتفاق نفسه فلا جديد فيه سوي ان الطرفين لم يدعيا انهما يمثلان اي جهات،،لم يدعي حمدوك انه يمثل المكون المدني ويوقع نيابة عنه وكذلك لم يدعي البرهان انه يمثل المكون العسكري،،،ولكن الواقع يبين بوضوح ان البرهان يرتكز الي ركن شديد،،القوات النظامية،الجيش الشرطة المخابرات العامة الدعم السريع،،فمجرد التوقيع علي الاتفاق بادر المكون العسكري بتنويير القوات،،،وفي الحقيقة لكسب تاييد و رضا المنظومة العسكرية،،،وفي تحليلنا ان المنظومة العسكرية تعيش افضل ايامها من حيث التناغم ورمي من قوس واحدة،،،،وان الاتقلاب ليس عملا معزولا قام به البرهان مع المكون العسكري بل كان عملا مرتبا ومتفق عليه تماما،،،،
وبالمقابل يقف حمدوك وحيدا بلا نصير فلا حاضنة سياسية تشد من ازره ولا شباب مقاومة يهتفون له بشكرا لحمدوك،،،الرجل وهو يوقع علي الاتفاق لا يمثل الا نفسه،،،وبغض النظر عن موضوعية المبررارات التي ساقها سببا لتوقيعه علي الاتفاق،فهل يستطيع الرجل ايجاد ركن شديد ياوي اليه؟
لا نريد ان نحاكم الرجل يكفيه ما به من محنه ولكن تجربته السابقة اثبتت أفتقاره للقيادة بامتياز،،، توفرت له فرص ماهولة كانت كفيلة لان يكون قطب الرحي في قيادة البلاد في المرحلة الانتقالية،،،التفاف داخلي غير مسبوق حوله،،،دعم خارجي غير محدود،،،،ورغما عن ذلك غرق الرجل في شبر موية فاضاع وقت البلاد في سفاسف خلافات قوي الحرية والتغيير،،،فلندع كل ذلك،،،لنستشرف مستقبل الرجل،،،امامه فرصة لاستعادة بريقه ان احسن التحرك وان احاط نفسه بثلة من المستشارين الاكفاء،،يستطيع الرجل لملمة القوي السياسية الوطنية علي برنامج الحد الادني بالاضافة الي كل المجموعات المدنية التي تنادي بالمدنية وتؤمن بالتحول الديمقراطي،،،،هي ليست حاضنة جديدة تكبله وتقيده ولكنها السند والعضد للعبور الي التحول الديمقراطي،،وضمانة ضد اي اتجاه لتكرار الانقلابات،،،،شباب الثورة ولجان المقاومة عنصر اساسي وحاسم في اي خلافات بين مكونات الحكم،،،فهل يستطيع الرجل فتح حوار حقيقي وعاجل مع الثوار الحقيقين،،،،ليس مجرد حوار طنق الحنك ولكن اشراك الثوار في ادارة السلطة،،في اختيار الكفاءات الوطنية،،،وفي تشكيل المجلس التشريعي والمفوضيات الخ،،،،ان لم ينجح في استقطاب شباب الثورة وضمهم لصفه ببرنامج واضح وحقيقي فان حظه في الفشل سيكون كبيرا وكبيرا جدا،،،
صحيح فقد تحرر الرجل من قبضة قوي الحرية والتغيير التي كانت خبالا علي خبال،،ولكن قد يقع في قبضة العسكر يحركونه كيفما شاءوا فيتحول الي همبول لا حول له ولا قوة،،لاسيما ان هنالك ايادي خارجية لا تريد استزراع لديمقراطية حقيقية في السودان،،،،الرجل بين المطرقة والسندان،،،،التحديات امامه تتري والتعويل علي المجتمع الدولي غير مضمون،،هذاالمجتمع الدولي يحركها المصالح اولا واخيرا فهو لا يقف مع احد حبا وكرامة ولا لوجه الله احسانا،،،يقف مع من يستطيع تحقيق مصالحه باقل ثمن،،
فهل يدرك حمدوك انه يتحرك وسط الالغام فان فاته الحذر والتركيز والتوازن فان مصيره الاحتراق،،،،،
بارود صندل رجب/المحامي

التعليقات مغلقة.