السودان أزمة الرشد والقيادة .. بقلم: د. عادل عبد العزيز حامد
ماسة نيوز
يمر السودان هذه الايام بأزمة سياسية كبيرة قوامها الخلافات بين المكون العسكري و المكون المدني من الحكومة الإنتقالية كانت لها تداعيات كثيرة منذ فترة طويلة و يختصرها البعض في أن بعض مكونات الجانب المدني قد قامت بإختطاف الثورة منذ البداية و بدأت في إتخاذ إجراءات أصلاً ليست من صلاحياتها من عمل اجندة سياسية معينة تصب في خانة اهتماماتها الحزبية و الفشل في هذا الأمر يعود لرئيس الَوزراء الذي يفقد القدرة على قيادة الأمور وظل في حالة برود شديدة وظل يردد سنعبر وسوف ننتصر دون أن نرى أي عبور و دون أن نرى أي انتصار…
و الفشل في هذا الامر يعَد للمكونيين معاً المدني والعسكري و المكون العسكري دائماً ما يقول أن السلطة الحقيقه في ايدي المدنيين و الأزمة في حقيقتها ازمة رشد سياسي و أزمة قيادة سياسية…
الحكومة منذ بدايتها لم يكن لها برنامج سياسي واضح وإن كان متطلبات الإنتقال السياسي كان محتاج إلي الاتي :
1- تكوين المجلس التشريعي
2- تكوين المحكمة الدستوريه
3- إكمال المؤسسات القضائية
4- تكوين مفوضية الانتخابات و المؤسسات التابعة لها
5- إكمال قانون الاحزاب السياسيه
كل هذه المطالب مرت اكثر من سنتين ولم تقم بها وقامت بتكوين لجنة ازالة التمكين بقانون خاص اعطى لها كل الصلاحيات القضائية وبدون اي مراجعة او استئناف فأصبحت دولة داخل دولة وهذا أدى الى ما لا تحمد عقباه…
المكون المدني في هذه الحكومة بارع في التهريج السياسي عبر وسائل الإتصال من الوسائط الإجتماعي و أحياناً يسمون الأشياء بغير اسماءها وهذا لا يؤدي إلى حلول…
جماهير الشعب السوداني لا ترغب في حكم العسكر بأي شكل من الأشكال و لكن ممارسات من قاموا بإختطاف الثورة و عدم الإهتمام بما يهم معاش الناس أدى إلى هذا الإختناق الكبير وهذا الإستقطاب السياسي الحاد…
وقد اثبت تاريخ الثورات ان الناشطين السياسيين الذين قاموا بهدم الأنظمة السابقة لا يستطيعون القيام بعملية البناء لأنظمة جديدة لأن عملية البناء تحتاج إلى خبرات مهنيه تحدد ببرنامج واضح و فترة زمانية محددة ومجلس رقابي فعال و أفضل للمجلس الرقابي الفاعل الا يكون إلا بالحد الأدنى من مصروفات الحركة و العمل ….
لقد تحدث بعض الكتّاب عن فشل النخبة السياسية مند الإستقلال ومروراً بكل الفترات السياسية السابقة ديمقراطية او عسكرية فهل يا ترى نأمل في نخبة سياسية جديدة مهنية ذات كفاءة عالية وهمة كبيرة و حب لهذا الوطن الجميل أما نعيد الكرة مرات و مرات دون فائدة…
يا ترى هل نأمل في شباب من جيل هؤلاء الذين صنعوا التغيير ليقوم بإكمال هذه الثورة الجميلة السلميه والوصول بها إلى نهايات سعيدة تفرح هذا الشعب الصابر المبتلى
نأمل ذلك إنه نعم المولى و نعم النصير
د عادل عبد العزيز حامد
Skyseven51@yahoo.com
التعليقات مغلقة.