جائزة نوبل للسلام علي ظهر دبابة تحمل الموت* ayagoub@gmail.com *عبدالعزيز يعقوب* فلادليفيا

ماسة نيوز

*

رغم ان بدايات الرئيس ابي احمد الايجابية في ترسيخ أسس السلام مع الجارة اريتريا والتي وجدت ترحيبا كبيرا واحدثت تغييرا هائلا ادي الي اشاعة جو من التفاؤل والامل لدي المواطن الاثيوبي في داخل وخارج اثيوبيا.
اثيوبيا بها اكثر من ثمانيين مجموعة اثنية مختلفة تعيش في مستوي اقل من الحد الادني للفقر بسبب السياسيات العرقية تاريخيا و التي ادت الي اضعاف الرؤيه الوطنية الاثيوبية.
المراقبين والمتابعين للوضع الداخلي الاثيوبي يمكنهم بسهولة معرفة التوترات القبلية المتجددة في عدد من الاقاليم التي تشمل عدد من العرقيات المؤثرة وذات الكثافة السكانية العالية والتاثير القوي ونذكر علي سبيل المثال المظالم التي وقعت علي قبائل الامهرا في منطقة بني شنقول بالتهجير القسري من المنطقة دون بدايل او مساعدات حكومية تعينهم علي الاستقرار وبدايات جديدة في مناطق اخري، وتكرر التهجير القسري مع قبائل الارومو من المنطقة الصومالية الاثيوبية ولا زالوا يعيشون مشردين بلا ماوي او سكن او تعليم او صحة، وتتابع التهجير القسري لقبيلة الجيديو من مناطق غوجي ولازالوا يعيشون في اوضاع انسانية سيئة وفِي مخيمات لا تقي الحر او البرد مع نقص الغذاء وعدم وجود مدارس وبدون عمل او انتاج. اضافة الي ذلك احداث العنف المجتمعي في الاعوام السابقة في مدينة اواسا وسودو في الجنوب الاثيوبي والتي راح ضحيتها المئات من الاثيوبين الابرياء، ولَم تنجو مناطق قربية من العاصمة الاثيوبية استهدفت فيها وقتلت مجموعة من الاثيوبين من الغامو وغوراغي ودروزي علي ايدي مهاجمين مجهولين وقد قامت الشرطة الاثيوبية بعد هذه الحوداث بتفريق مسيرة نظمت في اديس ابابا للاحتجاج علي عمليات القتل واشار فيها المتظاهرين الي ضلوع اجهزة الامن الاثيوبي في ذلك.
كل هذه الاحداث لم تكشف الاسباب وراء نذر الانشطار والحرب القادمة في اثيوبيا والقرن الافريقي ولكن بحسب “منظمة التقرير الافريقي” التي اوردت تحليلا لشخصية السيد رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد اوردت فيه علي لسان مسئولين اجانب التقوا برئيس الوزراء او باحثين اثيوبين عملوا معه عن كثب او تحدثوا معه بشكل مطول انهم جمعيا رفضوا التحدث عن شخصيته رسميا او ذكر اسمائهم خوفا من الانتقام لكنهم
1. اجمعوا بان السيد رئيس الوزراء ابي احمد يفتقر الي المعرفة السياسية والتاريخية والاصول البعيدة للازمة في اثيوبيا التي تنبع من الروايات المتعارضة حول التاريخ الامبراطوري للبلاد.
2. اكدوا بان خطاباته وموقعه تشير الي مفهوم نمطي للتاريخ بدلا من معرفية سليمة وشاملة كما انهم لاحظوا ان ايمانه الاصولي الخمسيني “طائفة دينية” ليس مسالة خاصة وهو ينتمي الي حركة المومنين “مولو ونجل ” الانجيل الكامل وهي حركة تضم ٤.٥ مليون اثيوبي.
3. اتفق هولاء الخبراء والباحثين والسياسين بان عقيدة السيد ابي احمد تسيطر عليه وتُملي عليه رؤيته وافعاله السياسية. كما افادة قلة من الاثيوبين بانه يستغل الدين بوقاحة لتعزيز شرعيته.
4. وافادوا وحسب ماورد في التقرير ان المصادر التي تم استنطاقها قالت بان أبي احمد يعتقد بان الله ا ختاره ليكون الرجل الوحيد القادر علي انقاذ اثيوبيا، وانه سيفوز بشرط ان تكون مشيئته موجهة من الله.
كما اوردت الفاينانشيال تايمز في عدد ٦ نوفمبر ٢٠٢٠ في مقال للكاتب ديفيد بللنق متسائلا “كيف تحول ابي احمد من رجل سلام الي زعيم حرب” واستعرض في مقاله هذا ان أبي احمد رئيسا قوميا للبلاد يدير صراعا داخليا ضد بعض القوميات التي لها اراء مختلفة لاتخدم ولا تتفق مع رئيس الوزراء لدرجة ان هذه الصراعات الداخلية تهدد اي فرصة للتحول الديمقراطي الذي وعد به رئيس الوزراء الحائز علي جائرة نوبل للسلام. ولو انتظر الكاتب قليلا لاتضح اليه جليا بان اصابع الاتهام تشير اليه في اغتيال قيادات فاعلة بقومية التقراي مثل وزير الخارجية الأسبق، سيوم مسفن، وأسملاش ولد سلاسي أحد قيادات التجراي وعضو برلمان سابق، والقيادي أباي سهاي، أحد المؤسسين لجبهة تحرير تجراي والذي تقلد عدة مناصب بينها مستشار رئيس الوزراء ووزير الشؤون الفيدرالية، فضلا عن ” كيروس حقوس ” وهو عقيد سابق للجيش الإثيوبي انضم للجبهة .، وهذه الاغتيالات ارجعت ذاكرة المجتمع الدولي الي حالة العنف السابقة في اثيوبيا وستؤدي الي عدم استقرار في القرن الافريقي.
الاسئلة التي تحتاج الي اجابة بعد ما آلت اليه الاوضاع داخل اثيوبيا ونُذر الحرب مع السودان ماذا يريد أبي احمد من تأجيج الصرع مع السودان الذي ظلت اراضيه مفتوحة علي الدوام لاخوانهم الاثيوبين الذين لجوا الي السودان لظروف الحرب والمجاعة بل وشاركوا اهل السودان في القليل الذين يملكون دون من او اذي ولكن يا تري هل يريد السيد أبي صرف الانظار عن الانتهاكات الداخلية ضد بعض القوميات ؟؟ ام انه يسعي الي جمع اللحمة الوطنية الاثيوبية بخلق عدو خارجي كالسودان؟؟ وربط ما يجري بانشاء سد النهضة؟ ام ان دبابة الموت التي تحمل جائزة نوبل ستحقق لأبي احمد حلمه بانه مبعوث العناية الالهية لانقاذ اثيوبيا؟

* التاريخ الحديث يؤكد وقوف السودان دائما مع الجارة اثيوبيا دعما للحرية والديمقراطية والنضال منذ دعم عودة الامبراطور هِيلا سلاسي الي ازاحة الديكتاتور منغستو هيلاي مريام
* السودان ظلت اراضيه مفتوحة لاخوانه الاثيوبين في العسرة والرخاء “بالحسني” ويشهد اهل الحبشة بذلك وتشهد سجالات الامم المتحدة.
* نعم لاحترام الاتفاقيات الدولية لترسيم الحدود*

التعليقات مغلقة.