*وللخميس حديث / فضل بركة*
ماسة نيوز : الخرطوم
*بيدي لا بيد عمرو*
مثل يتداوله الناس كثيرا وقصته تدور حول الزباء بنت عمرو ابنة ملك تدمر الذي قتل بيد جزيمة الابرش ملك الحيرة بسبب التنافس الشديد بين المملكتين ٱنئذ فأرادت الزباء الأخذ بثأر أبيها فأتت بحيلة إذ أعلنت أنها تريد الزواج من جزيمة فلما وصل الخبر جزيمة دعا مساعديه ومستشاريه لاستشارتهم في امر الزواج من الزباء فأبدوا موافقتهم سوى رجلا واحدا يسمى سعيد القصير نصحه بالتنحي عن هذه الفكرة وأن في الامر خدعة ولكن جزيمة اخذه الطمع في ملك تدمر بالزواج من ملكتها الزباء فشد الرحال الى تدمر واوكل امر مملكة الحيرة الى ابن اخته عمرو بن عدي فلما وصل تدمر وجد الزباء بملابس القتال فقتلته وأخذت بثأر ابيها فوصل الامر الى ابن اخيه فقرر الاخذ بثأر خاله فطلب من سعيد القصير أن يأتي بحيلة للانتقام من الزباء وكان سعيد داهية زمانه فطلب من عمرو أن يأمر جنده بضربه وتمزيق ملابسه وجدع أنفه حتى يذهب الى الزباء بهذه الهيئة فترثي لحاله وينال شفقتها وتم له ما اراد فاشفقت عليه الزباء وادخلته القصر فعرف مداخله ومخارجه السرية والعامة ثم انه طلب من الملكة السماح له بالذهاب الى الحيرة لان له بضاعة هناك يحضرها ويعود فسمحت له بالذهاب فذهب سعيد وعاد سريعا بصناديق كبيرة فادخلوها القصر فما هي الا محملة بعمرو بن عدي وجنوده فاغلقوا جميع مداخل القصر فادركت الزباء الامر فهربت ناحية الباب السري فوجدت عمرو بن عدي واقفا عنده شاهرا سيفه فقالت بيدي لابيد عمرو فتجرعت السم من خاتمها ولقيت حتفها.
قصة هذا المثل يشبه ما يدور بين مكوني السلطة الانتقالية فقوى الحرية والتغيير سلموا انفسهم للعسكريين منذ بداية الثورة حين لجأوا الى ميدان القيادة والعسكريون اخضعوا انفسهم لهم بعد تورطهم في فض الاعتصام فكلاهما يهلك نفسه بنفسه ويقول بيدي لا بيد عمرو.
*لقاء قاعة الصداقة لماذا؟؟* اثار لقاء قاعة الصداقة جدلا كثيفا ما بين مؤيد ومعارض ولكن غاب على البعض لماذا كان لقاء قاعة الصداقة الذي يرمي الى توسعة الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية بدلا من حصرها في اربعة احزاب ؟؟؟ فربما الاجابة تكمن في ان الحاضنة السياسية للحكومة لم تستوعب كل الشعب السوداني ممثلا في احزابه باستتثناء المؤتمر الوطني وقد دعا من قبل رئيس الوزراء الى توسعة الحاضنة السياسية حتى يتسنى للحكومة طرح مشروع وطني يتوافق عليه جموع الشعب السوداني وهذا مالم تسطعه الحاضنة ذات الاحزاب الاربعة فمهما قيل عن الحاضنة الجديدة الا انها ضرورة يتطلبها الموقف السياسي الراهن في البلاد فما احوج البلاد الى اتمام البناء الوطني بمشاركة جميع ابنائه فهذا خير من ذاك يبني وهذاك يهدم وصدق من قال
متى يبلغ البنيان يوما تمامه اذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
*أهذا داء أم وباء؟؟؟؟؟*
لا يخفي على احد داء الملاريا المتفشي هذه الايام بمدينة الفاشر وربما في اغلب مناطق البلاد فنرى تكدس المرضى واسرهم امام المستشفيات والعيادات والمعامل والصيدليات وربما اصبح الامر عاديا يحدث كل عام ولكن يجب على الجهات الصحية الا تقف مكتوفة الايدي مستسلمة للامر باعتباره مرض عادي له فترة معينة وسينتهي فيا ترى خلال هذه الفترة كم تخسر الدولة من اموال وارواح ؟؟ نحن نريد من السلطات الصحية القضاء على هذا الوباء نهائيا ما دام اصبح معلوما متى يأتي ومتى يذهب وماذا يفعل فهذه معلومات تساعد في القضاء عليه اذا كا نت فعلا هنالك جهات مسؤولةحتى لا ترهق الدولة ماديا وتفقدها كوادر بشرية.
اذا انتشر اي وباء او داء مهما كان اثره وقبل تشخيصه علينا أن نجب عن هذه الاسئلة
هل نحن نعيش في بيئة نظيفة وهل نشرب ماء نظيفا غير ملوث و هل غذاؤنا صحيا متنوعا شاملا كافة العناصر الغذئية التي يحتاجها الجسم وهل منتجاتنا الزراعية خالية من الاسمدة والتلف والعطب وهل نعيش في بيئة الكل فيها يبعد عن الاخر بالقدر الكافي حتى اذا اصيب احدهم بداء امن الاخر الاصابة به وهل اواني المياه مغطاة بصورة جيدة وهل نطبخ طعامنا جيدا على النار بالقدر الكافي وهل نداوم على رش بيئتنا بالمبيد كل فترة واخرى ووالخ أسئلة كثيرة كلها تصب في مصلحة صحة الانسان وحمايته من الامراض.
الخميس القادم نلتقيكم سلمكم الله
التعليقات مغلقة.